أكادير: سوق المتلاشيات...ملايين السنتيمات تحول إلى رماد

أمينة المستاري
خلف الحريق الذي نشب مساء أمس الإثنين بسوق المتلاشيات بحي سيدي يوسف، خسائر كبيرة في السلع من الأفرشة والتجهيزات المستعملة...
وسط صدمة كبيرة أصابت التجار الذي هرع جلهم إلى عين المكان ليقفوا ساعات أمام منظر قوت يومهم "وشقا عمرهم" والنيران تلتهمه في لمح البصر لتتحول "البراريك" إلى مجرد "أثر بعد عين"، بعد محاولات مستميتة لعناصر الوقاية المدنية للحيلولة دون وصول النيران إلى محطة الوقود المجاورة والحد من انتشارها إلى السوق النموذجي والمنازل المجاورة.
كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، حين تنفست عناصر الوقاية المدنية الصعداء بعد أن نجحت من إطفاء الحريق، واستمرت في إخماد ما تبقى من "جمر" حتى لا يتسبب في اندلاع النار بجانب السوق. وحسب أحد السكان المجاورين ل"لافيراي" فالحريق كان متوقعا في يوم من الأيام، بسبب سيجارة أو شمعة، قنينة غاز...، نظرا لكون "البراريك" عبارة عن كرتون وقصدير وعلى مقربة من أسلاك "التوتر العالي".
ولم يخلف الحريق خسائر في الأرواح لوقوعه بعد انصراف التجار، في حوالي العاشرة ليلا. من جهة أخرى، أكد بعض التجار أن شاحنات الوقاية المدنية الثلاث وجدت مشكلا وحيدا أثناء إخماد النيران، وهو التزود بالماء، مما تطلب معه الانتقال إلى مكان آخر لجلبه والعودة إلى مكان الحادث لإطفاء النيران، هذا في الوقت الذي قام فيه العاملون بمحطة الوقود المجاورة بتوجيه خراطيم الماء للأسلاك حتى لا تنتقل النيران إليها.
التعزيزات الأمنية كانت قوية، وانتشر عناصرها في المنطقة لمنع أية محاولات للتجار من أجل دخول السوق بعد أن امتدت النيران إلى داخله، باستثناء البعض ممن تمكن من إخراج بعض الأفرشة البسيطة في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فيما وقف مسنون وشبان على الرصيف المقابل أمام منظر محلاتهم وهي تتهاوى، يرددون من حين لآخر: "الله يلطف بنا".
صالح المالوكي، رئيس المجلس البلدي انتقل إلى عين المكان بمعية بعض المسؤولين الأمنيين، للوقوف على الحادث متابعة مجريات الأمور، حيث تحولت سماء المنطقة إلى دخان كثيف بفعل قوة النيران، وبعد انفجار قنينات الغاز في محلات الجهة الخلفية للسوق، المستعملة من طرف بعض التجار في إعداد طعامهم اليومي.