خبير: الخطاب الملكي يعيد توضيب المشهد الاقتصادي بميكانيزمات وآليات جديدة

اعتبر عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط، رئيس مجموعة رؤى ڤيزيون الاستراتيجية، أن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، أمام البرلمان أمس الجمعة، تضمن دعوة قوية وصريحة للجميع للتعبئة من أجل إعادة ترتيب البيت الاقتصادي، كركن أساسي في بناء النموذج التنموي الوطني الجديد.
وقال بن بليوط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية العاشرة، إن "قوة ووضوح هذا الخطاب الجديد، وتطرقه للحديث عن تفاصيل دقيقة، يعد إشارة إلى أنه على الجميع أن يتعبأ، كل من موقعه، من أجل إعادة ترتيب البيت الاقتصادي، حتى يتم تعزيز مقومات نجاح المرحلة القادمة، وضمان نجاح النموذج التنموي الجديد، بروح من المسؤولية والعمل الجاد".
وأضاف المتحدث ذاته أن الملك شدد، في السياق ذاته، على ضرورة قيام القطاع البنكي بتخصيص جزء من أرباحه لدعم التنمية، وذلك بروح المواطنة الحقة، حتى لا تبقى العديد من الاتفاقيات التنموية والاستثمارية حبرا على ورق.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن الرسائل التي وجهها للقطاع الخاص، حاثا إياه على الانخراط الفعال في الدينامية الجديدة، تبرز أهمية مواكبة هذا القطاع للدينامية السياسية التي أفرزها التعديل الحكومي الأخير.
وذهب بن بليوط إلى أن أهم ما ميز الخطاب الملكي ليوم أمس، الرغبة في الانتقال من التوضيب الجماعي للمشهد السياسي، إلى توضيب البيت الاقتصادي، لتعزيز التنمية وإرساء مقومات استثمار قوي، تكون فيه مؤسسات التمويل والقطاع البنكي حجر الزواية.
مما يتطلب، برأيه، "محاربة البيروقراطية الاقتصادية والعقليات المعرقلة لكل نجاح اقتصادي يروم تنفيذ المشاريع بكل نجاعة، دعما للمشاريع البناءة وخلق فرص الشغل للشباب المؤهلين من حاملي المشاريع، وتعزيز قدرات المقاولات المتوسطة والصغرى".
وشدد بن بليوط على أن الحديث الملكي عن ضرورة تغيير العقليات ووضع حد لبعض الممارسات التي تعيق الاستثمار يعد مؤشرا جديدا يعزز إرادة الدولة في تمهيد الطريق أمام المستثمرين ومؤسسات التمويل البنكي للانخراط في الدينامية الجديدة للاستثمار التي ستقطع، وفقا للتوجيهات الملكية السامية، مع كل الممارسات البيروقراطية السابقة، التي تعرقل مسار التنمية.
وأردف أن إنجاح هذه الأوراش الاقتصادية يتطلب دعما قويا من الحكومة، التي هي اليوم مطالبة ببلورة مخطط جديد يقوم على تعبئة المؤسسات البنكية من أجل تمويل المشاريع الصغرى للشباب ودعم التشغيل الذاتي.
ومن جهة أخرى، أبرز بن بليوط أن "الخطاب الملكي حمل معاني جديدة، مثل اليقظة، وروح المسؤولية، وضرورة تعبئة المواطن، وأيضا النخب السياسية، التي عليها أن تتنافس تنافسا إيجابيا من أجل تحويل التوجيهات الملكية إلى قرارات تدبيرية، وأخرى سياسية واقتصادية تكون في قلب تطلعات المرحلة الجديدة التي حددت معالمهما في خطاب العرش الأخير".
وخلص إلى أن الخطاب الملكي السامي يعيد توضيب المشهد الاقتصادي بميكانيزمات وآليات جديدة، حملت القطاع الخاص جزءا من المسؤولية في دعم المخطط التنموي الوطني الجديد، ومسايرة المرحلة الجديدة بعيدا عن إضاعة الوقت وهدر الطاقات والكفاءات