قبلة يد نجلة ترامب بين صحافة الأمريكان و"عريبان"

تختل الموازين كلما اختلفت زوايا الرؤية.. وهذا ما حدث بشأن واقعة تقبيل سيدة مغربية بسيطة ليد إيفانكا ترامب، نجلة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ففيما ألبس بعض من يتقنون "جلد الذات" هذه القبلة لبوس الذل والهوان، خطفت هذه الحفاوة المغربية الصرفة إعجاب الصحافة الأمريكية التي رأت فيها تعبيرا عن الامتنان والود لا غير.
وبدت الصحافة الأمريكية أكثر واقعية وإنصافا من بعض المغاربة أنفسهم، وقد عنونت وكالة "أسوشييتد بريس" الأمريكية قصاصة تضم الصورة التي أضحت شهيرة بالقول "نساء مغربيات من ذوي الحقوق يخصصن استقبالا حارا لإيفانكا ترامب".. فعلا الأمريكان نظروا للصورة من زاوية مغايرة.. وليس لمن عاتب السيدة المغربية على حفاوتها وبساطتها غير الضغط على الذات وإذلالها كلما سنحت لهم الفرصة فيرون فيها تارة مذلة وتارة أخرى "مازوشية".
والحق يقال أن الصورة التي تظهر فيها سيدة مغربية عبرت بكل عفوية عن فرحها باستقبال ضيفة على أرضها بصرف النظر عمن تكون قد تثير حفيظة البعض وتحرض في دواخله محفزات النخوة وحتى العصبية.. لكن كيف الحال إن كانت الصورة مجتزأة وموضوعة في غير سياقها حتى لا تكتمل الصورة لدى عموم المغاربة الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض لهذا التصرف النبيل الذي أبدته السيدة المغربية المضيافة؟ (انظر شريط الصور).
ولعل شريط الصور الذي يسبق ويلي لقطة قبلة اليد يكشف الود الجياش الذي رفرف فوق نساء مغربيات بادرتهن إيفانكا ترامب، بالعناق الحار.. فكيف ستكون ردة الفعل لدى هؤلاء النسوة إن نحن حاولنا إنصافهن وقد فوجئن بتواضع نجلة ساكن البيت الأبيض ومن يوصف بأقوى رجل في العالم.. إنها ردة فعل عادية ولا مغالاة فيها.. خاصة لو إن علمنا علم اليقين أن قبلة اليد لدى المغاربة البسطاء لا تعني بالضرورة الخنوع بقدر ما تعني الحب والتقدير.. فارحموا سيدة معطاءة قبلت يد ابنة ترامب دون أن تنتظر منها عطايا أو مقابل.. و"هيهات منا الذلة".