كريم التازي.. "إصلاحي حقيقي" بنفحة "فيودالية"!

هشام رماح
المزايدات الجوفاء لكريم التازي، الذي وجد نفسه بين أعضاء اللجنة المكلفة ببلورة مقترح حول النموذج التنموي الجديد، لا تكاد تنتهي، فرغم أنه أصبح يضطلع مع رفاقه في اللجنة بـ"مهمة وطنية" يؤثر على نفسه خلع جبة المناضل الثري ذو الوجه الإقطاعي الخفي ليصف نفسه بـ"الإصلاحي الحقيقي" وهو أبعد ما يكون عن ذلك.
ولا ضير في التطرق إلى التحول الذي طرأ في مسار كريم التازي، مالك "ريشبوند" من التذكير بالمثل الصيني القائل "عندما يشير الرجل الحكيم إلى القمر، فإن الأحمق ينظر إلى الأصبع"، إذ أن الارتباك الذي يطبع دخيلة الرجل لا يزال يستبد بها، حتى وقد أصبح يحمل على كاهله مهمة نبيلة يلزم أن ينأى من خلالها عن كل السفائف وينكف عن الركوب على الأمواج التي يرى أنها قد تبلغه غايته التي يستفرد وحده بمعرفتها.
وإذ يظل واجب التحفظ شرطا على المحسوبين ضمن قائمة لجنة بلورة مقترح النموذج التنموي الجديد للمملكة بعدما بلغ السابق مداه، فإن كريم التازي كان مثل الراقص الذي لم ينس هز الكتف، كما يدرج لسان المغاربة وخرج في تصريحات إعلامية يبغي من خلالها الرقص على حبلين مختلفين، وقد قال في حوار مع الزملاء في "ميديا 24" الناطق بالفرنسية، "أنا أعرف أن الكثير من الناس سوف يفاجئون بتعييني في هذه اللجنة، فهؤلاء يصنفوني ضمن خانة "العدميين"، أي أولئك الذين تتهمهم الدولة وجزء من المجتمع بأنهم يلصقون كل الأخطاء والمشاكل الحاصلة في المغرب بـ"المخزن"، وأنه لا يوجد شيء جيد في البلد"، مضيفا أنه "قبل بضعة أسابيع فقط، خرجت للتظاهر في الشارع ضد اعتقال هاجر الريسوني وصرحت لوسائل الإعلام بتصريحات قاسية للغاية حول وضع حقوق الإنسان في بلدنا، وعموماً في المغرب عندما يتم تصنيفك في خانة معينة فهي تلتصق بك دائماً".
هذه الخرجة الإعلامية التي تتقطر نرجسية وتضخم للأنا جعلت كريم التازي متحللا من واجب التحفظ المفترض فيه ورفاقه باللجنة التي عينها الملك محمد السادس، باقتراح من رئيسها شكيب بنموسى، والأحرى به أن يخوض في هذا النقاش داخل مداولات اللجنة ويذود عنها بكل صلابة من أجل تثمين عضويته فيها، أما وإطلاق مثل هذا الكلام على عواهنه نهارا جهارا وعبر وسائل الإعلام، فإن الأمر ينحاز إلى محاولة تجميل لصورته ليس إلا.
والواقع أن صورة كريم التازي، المُدركة لدى العامة غير تلك التي يوهمه بها الخاصة ممن يدورون في فلكه، فالرجل ثري أي نعم لكن بنفحة "فيودالية" ولمن شكك في ذلك، فليسأل العمال في "ريشبوند" التي أصبحت "مانيفاكتورة" يمارس من خلال التازي ساديته على الـ"بروليتاريا".. ومن كان بيته من زجاج فلا يرشق الناس بالحجارة.
وإن وصف كريم التازي نفسه بـ"الإصلاحي الحقيقي" فحتما لا يقصد إصلاح نفسه، لأن الكثير ينتظره حتى يصدق عليه اللبوس الذي يدعيه، وما عليه وهو المطالب بالإصلاح غير غلق فمه والتحفظ عن الخوض فيما هو لا يخفى على الجميع وهو أنه ثري يتفنن في امتهان كرامة العمال في "ريشبوند" التي تلتهم وغريمتها "دولي دول" 80 في المائة من حصة سوق الأسرة في المغرب ورغم ذلك يتقن ذرف الدمع الهتون.