لزرق: التوريث في الاتحاد يحيل على النموذج اللبناني والحزب الطائفي

الكاتب : الجريدة24

13 يناير 2020 - 10:40
الخط :

هشام رماح

قال رشيد لزرق، الخبير في الشؤون السياسية والبرلمانية، إن تركيبة الوفد الاتحادي الذي التقى بشكيب بنموسى، رئيس اللجنة المكلفة ببلورة النموذج التنموي الجديد، عرت بشكل عميق أزمة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في شخص ثالث شخصية في هرم السلطة كما يوضحها الدستور، والمتمثل في الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب الذي "شكل حضور ابنه طارق المالكي دوناً عن عشرات الكفاءات الاتحادية نساء ورجالا تعبيرًا صارخاً على تحول القيم في زمن القيادات الجديدة واستشراء التهافت والانتهازية في مفاصل الحزب العريق".

وحسب لزرق، فإن هذا الأمر أذكى حالة اليأس في صفوف واسعة من الاتحاديين الذين استنكروا هذا السلوك من طرف رئيس المؤسسة التشريعية التي يفترض أن تعكس قيم المساواة والنزاهة وتحارب الفساد الأخلاقي والقيمي عبر القوانين، متسائلا كيف يمكن أن يثق المواطنون والمواطنات في مثل هذه "القيادات".

وبالنظر إلى التشكيلة التي التقت شكيب بنموسى، أكد لزرق، أن لسلوك الحبيب المالكي امتدادات لما أشار إليها بـ"الأمراض" محيلا على أن المهدي المزواري هو ابن الحاج المزواري ومشيش القرقري ابن مصطفي القرقري وطارق ابن المالكي بالإضافة لكاتب الأول لحزب "الوردة" الذي كان مرفوقا بابنته خولة بما يحيل على النموذج اللبناني والحزب الطائفي، الذي يتجاوز تقديم مقترح حزب القوات الشعبية إلى تقديم طرح مقترح نموذج تنموي للعائلات اللا شعبية.

ووفق المتحدث مع "الجريدة 24" فإن اتجاه كل من المالكي الأب والابن للتواجد في المكتب السياسي للاتحاد، واتجاه لشكر وأولاده للسيطرة على الامتيازات، يوضح حجم الخلل الإيديولوجي الذي يعتري القيادة الاتحادية، ومنه يمكن فهم لماذا نهج المتحكمون في مقر "العرعار" مقولة العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة، إذ أن غايتهم ليست غير ضمان كل الحظوظ لأبنائهم، ونهج سياسية الإقصاء والتخوين، ومختلف أشكال التشهير ضد الأفكار والطاقات الجديدة، الرافضة للانخراط في الأجندة العائلية.

ويرى لزرق، أن لشكر صرف النظر عن تقديم وإعطائه لمحة عن اعتبار الاتحاد لمفهوم الكفاءة اجتهد الكاتب الأول وشركائه في الأجندة العائلية، في تلميع الأبناء والأصهار في دواوين بنعبد القادر والمالكي، معتمدا ما وصفه بـ"نهج مفضوح في لعبة سياسية مقيتة"، مشيرا إلى أن الدفع  بالأبناء نحو الصفوف الأمامية للحزب يجعل واقعه السياسي يدور في  حلقة مفرغة ذلك أن تعويض نخب جديدة، بالأسماء القديمة ما هو إلا تعبير من قيادات "العرعار" على غريزة البقاء، وبالتالي يكون التوريث السياسي من معالم الفساد والزبونية والخدمات الخاصة، ويحول اتحاد القوات الشعبية إلى حزب العائلات اللا شعبية.

وأفاد الخبير في الشؤون السياسية بأن نهج الكاتب الأول ومن يدور في فلكه يجسد تحديا كبيرا لكل من يراهن على إحياء الاتحاد كفكرة وعودته كأداة بيد الجماهير الشعبية، لتحقيق أهداف مثل التحرر والاشتراكية و الدمقراطية، بما يجعل هذه الأخيرة سرابا.

وأضاف لزرق قائلا "إن ما لا يدركونه أن هذه ممارسات القيادة الاتحادية تعمق الانفصال عن الأجيال الصاعدة، لماذا؟ لأن أبناءهم يفت إلى قرون الذكاء والخبرة، لفهم التحولات وسط صفوف القوات الشعبية، لسبب بسيط يتمثل في كون هؤلاء الأبناء ترعرعوا في سنوات الانفتاح  واستفادوا من تموقع الآباء والريع الحكومي، وشبكات الزبونية والمصلحية، مما يجعلهم غير مدركين لا تدرك للواقع وجاهلين للواقع السياسي، ومسار المجتمع.

آخر الأخبار