وهبي يدعو قواعد البام لاحداث 3 قطائع في المؤتمر المقبل

بعدما أكد ترشحه للمنافسة على كرسي الامانة العامة لحزب الاصالة والمعاصرة، قدم عبد اللطيف وهبي، وثيقة سياسية جديدة بين يدي مؤتمري حزبه في المؤتمر الوطني الرابع الذي يسعى للفوز بقيادته.
في الوثيقة السياسية المذكورة، دعا وهبي الى احداث ثلاث قطائع اساسية لضمان دور جديد وقوي لحزبه في المرحلة القتدمة.
وقال وهبي في الوثيقة السياسية، "لكي يقوم حزب الأصالة والمعاصرة بأدوار طلائعية في مستقبل المغرب، وسيساهم بقوة في بناء معالم تعاقد اجتماعي وسياسي جديد، وترسيخ مكانته داخل الصف الديمقراطي مع أنصار الحرية والتقدم، خاصة أمام الانسداد الاقتصادي والتعثر التنموي الذي أصبح يملي ضرورة اجتراح بدائل تنموية تضع البلاد على سكة الالتحاق بالدول الصناعية واحتلال مرتبة راقية في الوضع الدولي، ولكي يقود حزب الأصالة و المعاصرة المراحل المقبلة في السياسة كما في الاقتصاد، داخل الرأي العام كما داخل المؤسسات، على مناضلاته ومناضليه أن ينتقلوا من شجاعة التأسيس التي كلفتهم مجهودات جبارة و إقدام و تضحيات، إلى شجاعة النقد و القطيعة البناءة".
وشدد المرشح للأمانة العامة لحزب "البام"، على أن مهام المؤتمر القادم، يجب أن تبتدئ من عملية تفكير سياسي تقوم على شجاعة احداث قطيعة تنظيمية، وقطيعة سياسية وقطيعية فكرية.
وأوضح وهبي أن القطيعة التنظيمية هي التي يجب أن تنصب على تفكير جديد في الأداة الحزبية، معتبرا ان الثقة العمياء في المفعول التلقائي للتاريخ قادت إلى بناء حزب في مدينة الرباط، تمتلكه قيادة، تقتصر مهامه على الأوامر، و الضبط وتنظيم مناسبات حزبية (مجالس وطنية، جهوية، محلية...) واستحقاقات سياسية وطنية (انتخابات برلمانية محلية، جهوية...) و استصدار خطابات وبلاغات و بيانات... لا يشتغل الحزب إلا بمناسبات رسمية و لا يتعدى حدودها.
وأضاف ان هذا المنطق في تدبير الحزب جعل منه حزبا للأطر والمثقفين والمتمدرسين الذين لا تجمعهم سوى غيرة ديمقراطية ينتظرون أن يرونها في بلادهم تتجسد في قوانين ومؤسسات ونظم إدارية، باعتبارها فكرة العصر قادرة على أن تجد طريقها للواقع، بحكم أنها الأنسب والأفضل.
وتابع ان حزب الأصالة والمعاصرة، صار جهازا يفتقر لامتداد الواقعي ودون حياة داخلية تجعله حساسا لمختلف ظواهر وقضايا المجتمع المغربي. لهذا فإن مؤتمر الحزب مطالب أن يجد صياغا و آليات تجعل الحزب يعيش كتنظيم شعبي يمتد لمختلف مفاصل المجتمع. وينشط الحياة الحزبية الداخلية لتمده بالطاقات و الأفكار. ويوسع من اللامركزية ليفتح المجال للشباب والنساء لتتشكل قيادات محلية وجهوية تنخرط في الممارسة السياسية التي تمكنها من التكوين لتصبح قيادات شابة تغدي دماء الحزب وتجدد عنفوانه.
أما القطيعة السياسية التي دعا وهبي إلى إحداثها في المؤتمر المقبل تتمثل في ضرورة "جعل الحزب يستعيد زمام المبادرة ويخرج من دائرة الإنتظارية، ومن الأدوار التابعة لمبادرات الدولة ومؤسساتها".
ولفت وهبي الى ضرورة جعل المؤتمر المقبل لحزبه فرصة لانهاء العداء مع الجميع ومد يد التعاون للكل، في اشارة الى حزب العدالة والتنمية.
واوضح ذات المرشح، في وثيقته السياسية، أن "مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة المقبل ملزم بصياغة برنامج سياسي يعبئ حوله حلفائه السياسيين، ويمد يده للجميع، لا عداء مبدئي مع أي أحد، وينشأ مبادرات عملية تنصب حول قضايا حيوية للمجتمع المغربي، يلعب فيها دورا طلائعيا يمكنه من المساهمة في رد الاعتبار للسياسة و إضفاء طابع المصداقية على مؤسساتها، و ينشط دينامية مجتمعية تعيد الحماسة للمواطنة النشطة الكامنة في أوساط الشباب المغربي".
وبخصوص القطيعة الثالثة التي دعا وهبي لاحداثها في المؤتمر المقبل، فتتمثل في "القطيعة الفكرية"، موضحا ان هذه القطيعة مفادها "أن يتذكر مناضلات ومناضلو حزب الأصالة والمعاصرة، أن الديمقراطية ليست فكرة جاهزة نؤمن بها لجمالية مفرداتها. بل هي أفق للتفكير، ومجال الإبداع، ونشاط للتعدد والاختلاف. وإطار للتضحية".
وشددت الوثيقة على أن "المؤتمر القادم يجب أن يكون انطلاقة لجيل جديد من الأفكار و المقترحات، خاصة أن الحزب قد راكم العديد منها في عملية نضاله الديمقراطي، وبقيت دون نقاش جدي داخلي، ودون أن تشكل موضوع تقاطبات داخل الرأي العام الوطني"، يقول وهبي.
وتابع أن "المؤتمر القادم لحزب الأصالة والمعاصرة مطالب أن يتهيأ ليجعل من الحزب قوة مدنية ثقافية تنشط ديمقراطيا الرأي العام، وتدفع لتشكيل تحالف عريض ومتنوع لنصرة الثقافة والفكر العقلانيين والديمقراطيين".
ونبه الى انه "اذا بقي حزبه في المرحلة المقبلة بدون أي امتداد إيديولوجي داخل فعاليات المجتمع المدني، معناه أن يبقى الحزب أداة سياسوية منحصرة داخل المؤسسات و دون دعامات مدنية و حضور على الجهة الفكرية و الثقافية"، حسب تعبيره.
وخلصت وثيقة وهبي إلى أنه "من اجل ان يكون حزب الأصالة والمعاصرة فاعلا وبنفس جديد وحيوية منتجة، على مناضلاته ومناضليه أن يتخذوا فرصة المؤتمر القادم، كورشة لتحقيق هذه القطائع الثلاث باعتبارها مدخلا ديمقراطية لنضال سياسي جديد ينقل الحزب من الحتمية التاريخية التي سجنته في المؤسسات والأدوار التابعة. إلى الديمقراطية النضالية التي تجعل الحزب والمؤسسات وليدة تطورات عملية في اتجاه التحقيق التاريخي للديمقراطية، باعتبارها جدلية المحلي والوطني، وجدلية العالمي والخصوصي".