كورونا يعصف بالأنشطة الرياضية الوطنية و العالمية

الكاتب : الجريدة24

12 مارس 2020 - 06:00
الخط :

منذ اكتشاف فيروس كورونا (كوفيد-19) شهر دجنبر الماضي في الصين، تأثر عالم الرياضة على نطاق واسع حيث تم تأجيل العديد من الأحداث والمسابقات أو إلغاؤها أو إجراء منافساتها خلف أبواب موصدة.

ففي المغرب، وبعد الإعلان عن تأكيد أولى حالتين من الإصابة بالفيروس، تم تأجيل بعض الأحداث الرياضية أو إلغاؤها على الرغم من عدم ظهور أي علامات على انتشار العدوى، وبادرت المملكة، على غرار العديد من البلدان الأخرى، إلى اتخاذ تدابير وقائية لتجنب التجمعات الرياضية الكبيرة. وأعلنت حينها وزارة الثقافة والشباب والرياضة ،في السياق ذاته، عن مجموعة من الإجراءات الاحترازية، تنفيذا للقرارات الحكومية ذات الصبغة الاستعجالية لمواجهة الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي فيروس (كوفيد 19) على مستوى التراب الوطني.

وهكذا، تقرر في إطار هذه الإجراءات، وإلى نهاية شهر مارس الجاري "منع جميع التظاهرات التي يشارك فيها أشخاص قادمون من الخارج، بما فيها المحاضرات واللقاءات الثقافية والرياضية كيفما كان نوعها، ومنع جميع التظاهرات التي يشارك فيها 1000 شخص فما فوق من المقيمين في التراب الوطني في حالة إقامتها بأماكن مغلقة أو محددة".

وكان الدوري الدولي في رياضة الجيدو (5-9 مارس) وبعده طواف المغرب لسباق الدراجات أول حدثين تم إلغاؤهما بعد الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس كورورنا بالمغرب، قبل أن تصدر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قرارا في الرابع من مارس يقضي بإجراء منافسات كرة القدم على جميع المستويات بدون جمهور "حفاظا على صحة جميع أفراد أسرة كرة القدم المغربية". وتلت هذه القرارات، التي كانت محدودة، قرارات أخرى حيث تمثلث بالأساس في تأجيل الدورة 35 لماراطون الرمال (3 -13 أبريل) إلى شتنبر المقبل، ثم رالي عائشة للغزلان المخصص للنساء امتثالا للتدابير الوقائية المغربية ضد انتشار الفيروس.

أما قاريا، فظلت بعض الكونفدراليات الإفريقية هادئة بل واثقة أحيانا في أن التهديد "الوبائي" ما زال بعيدا عن معظم البلدان في القارة السمراء، وحرصت بالتالي الكونفدرالية الإفريقية لكرة اليد على استضافة الجزائر للكأس الإفريقية الممتازة (30 مارس) وكذا البطولة الإفريقية للأندية الفائزة بالكأس إناثا (31 مارس - 9 أبريل)، فيما تشبثت نظيرتها للكرة الطائرة بإقامة بطولة الأندية الإفريقية إناثا، كما هو مقرر في القاهرة ما بين 3 و 10 أبريل.

بيد أنه رغم التفاؤل الحذر من لدن الهيئات الرياضية القارية، على اعتبار أن القارة السمراء لم تتضرر بعد بشدة من فيروس كورونا، ظلت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم يقظة دون أن تكون درامية في مواقفها حيث التفكير منصب حاليا على الإجراءات الوقائية التي يجب اعتمادها والمتناسبة مع مدى انتشار الفيروس بعد تحديد الحالات في بعض البلدان بعدما كانت إفريقيا خالية تقريبا منه قبل أسبوع. والأكيد أن الهيأة القارية ستتخذ إجراءات أخرى على ضوء المستجدات، خاصة بالنسبة للعديد من مسابقات الكرة المستديرة التي تشمل البلدان المتأثرة بـ(كوفيد-19) ومنها إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2021 (25-31 مارس).

وكما أكدت الكونفدرالية الإفريقية "في الوقت الحاضر، لا يبدو أن هناك تأجيل أو إلغاء على جدول الأعمال قبل شهر واحد من انطلاق بطولة إفريقيا للأمم للاعبين المحليين التي ستقام في الكاميرون في الفترة ما بين 4 إلى 25 أبريل". لا يزال الحذر ضروريا داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم واساسا بخصوص الشان".

وأعلنت الكونفدرالية الإفريقية أول أمس الثلاثاء أنها تراقب "عن كثب" تطور الفيروس، وتتواصل مع منظمة الصحة العالمية، مشيرة الى أنها قررت في الوقت الراهن "الحفاظ على الجدول الزمني لجميع المسابقات". دوليا، يبقى أكبر تحد تواجهه الرياضة العالمية هو إقامة دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) في موعدها المحدد، فأكبر حدث كوني ينتظره العالم كل أربع سنوات يخلق جدلا كبيرا بين الحكومة اليابانية واللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة للأولمبياد.

وقد تضاربت تصريحات المسؤولين بين تأكيد حاكمة مدينة طوكيو، وريكو كويكي، على أنه لا توجود أي نية لإلغاء دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة اليابانية الصيف المقبل بسبب انتشار الفيروس"رغم إصابة اليابان ببضع حالات الفيروس، الأولمبياد ستقام في موعدها وأن كل ما يقال حول إلغاء المنافسات شائعات لا أساس لها من الصحة" و"لا يوجد أي فعل يشير إلى هذا، أريد أن أنفي هذا".

أما رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ فأكد أنه لم يتم التطرق إلى "إلغاء أو تأجيل" دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 المقررة بين 24 يوليوز والتاسع من غشت خلال آخر اجتماع"، فيما اعتبرت وزيرة الألعاب الأولمبية اليابانية ،سايكو هاشيموتو، أن إلغاء الدورة أو تأجيلها هو أمر "لا يمكن تصوره" من وجهة نظر الرياضيين. بيد أن الوزيرة أقرت بأن "اللجنة الأولمبية الدولية هي التي ستتخذ القرار النهائي بشأن الألعاب (...) نعتقد انه من المهم أن تقدم الحكومة اليابانية المعلومات الصحيحة، لتتخذ اللجنة الأولمبية القرار المناسب". وأعلنت وزارة الصحة والحكومات المحلية في اليابان، أمس الخميس، أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ارتفع إلى 624. ولا يشمل العدد البالغ 624 ، الأشخاص الذين كانوا على صلة بمرضى السفينة (دايموند برينسيس)، حيث توجد معظم الحالات في محافظة هوكايدو الواقعة في أقصى شمال اليابان والتي تأكد إصابة 118 حالة بها وأعلنت حالة الطوارئ بسبب الوضع.

وأضافت أن عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس المسبب للالتهاب الرئوي بلغ في البلاد 22 حالة، بما في ذلك مرضى السفينة (دايموند برينسيس) الخاضعة للحجر الصحي في يوكوهوما، القريبة من طوكيو.

ولم تسلم الإقصائيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة الى مونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023، والتي كانت مقررة في مارس ويونيو، من عدوى التأجيل بعما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نقلها الى مواعيد تحدد لاحقا.

وفي بلدان أوربا، وخاصة إيطاليا الأكثر تضررا رياضيا من الانتشار الواسع للفيروس على أراضيها، توقفت جميع المسابقات بما في ذلك كرة القدم بعدما عممت البلاغ دائرة الحجر الصحي للبلاد ليشمل كافة المدن إلى غاية 3 أبريل. وهو القرار الذي أعلن عنه رئيس الوزراء ،جوزيبي كونتي ، ودخل حيز التنفيذ اعتبارا من يوم الثلاثاء الماضي (10 مارس). وأتى تعليق جميع الأنشطة الرياضية بعد النقاش داخل الهيئات الإدارية الرياضة الإيطالية وأدى إلى حظر جميع المسابقات وخاصة بطولة القسم الأول ، وذلك بقرار من الحكومة بداية الأسبوع الجاري، ضمن إجراءات واسعة شملت وقف كل الأنشطة الرياضية.

كما انعكس انتشار الفيروس على مسابقة دوري أبطال أوروبا، وأبعد المشجعين عن مدرجات الملاعب بعدما باتت المباريات تجرى بدون جمهور ولعل من أبرزها لقاء باريس سان جرمان الفرنسي وضيفه دورتموند الألماني برسم إياب دور ثمن النهائة أمس الأربعاء ، ومواجهة نادي برشلونة الإسباني وضيفه نابولي الإيطالي، وبايرن ميونيخ وضيفه تشلسي الإنجليزي، ويوفنتوس الايطالي وضيفه ليون الفرنسي المقررة الأسبوع المقبل.

وتأجلت مباراتان في مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) المقررتين أمس الخميس بين إشبيلية الإسباني وضيفه روما الإيطالي، وخيتافي الإسباني ومضيفه إنتر الإيطالي، بسبب قيود السفر بين البلدين.

وأكد نادي بازل السويسري أنه لن يتمكن من خوض مباراة إياب ثمن نهاية الدوري ذاته يوم 19 مارس ضد أينتراخت فرانكفورت الألماني في مدينته بقرار من الشرطة المحلية. وبعد ايطاليا ، وصلت عدوى المباريات بدون جمهور إلى البطولة الألمانية ، حيث ستقام كل مباريات الدورة السادسة والعشرين دون جمهور، لتنضاف إلى البطولات المحلية في فرنسا واليابان وسويسرا والأرجنتين وغيرها.

وشأنها في ذلك شأن الاتحادات الأوربية، أعلنت الاتحادات القطري والمصري والإماراتي والسوري والعراقي لكرة القدم إقامة المباريات دون جمهور حتى إشعار آخر ، فيما منعت الجزائر كل التجمعات بما يشمل الرياضية منها، وأعلنت وزارة الرياضة السعودية إلغاء دورة ألعاب كانت مقررة بين 23 مارس وفاتح أبريل، وذلك بعدما كانت قد أكدت في وقت سابق أيضا تعليق حضور المشجعين في كل الأنشطة الرياضية حتى إشعار آخر.

ورغم كل الإجراءات الوقائية، لابعاد شبح فيروس كورونا عن الأوساط الرياضية، فقد بات روغاني أول لاعب في بطولة إيطالية يصاب بالفيروس ، فيما أصيب اللاعب الدولي الدنماركي السابق توماس كاهلنبرغ بالعدوى، وتم وضع 13 من أعضاء فريقه السابق بروندبي في الحجر الصحي. كما سجلت في ألمانيا أول حالة إصابة للاعب بالفيروس، ويتعلق الأمر بمدافع نادي هانوفر من الدرجة الثانية تيمو هوبيرس. وكان آخر ضحايا الفيروس لاعب نادي يوفنتوس الإيطالي دانييلي روجاني ،الذي أعلن الأربعاء، عن إصابته بعد أن جاءت نتائج الفحوص الطبية "إيجابية".

وتعدت الإصابة بالداء اللاعبين وبعض المسيرين (رئيس نادي أوليمبياكوس إيفانجيلوس ماريناكيس) في أندية كرة القدم، لتطال لاعب نادي يوتا جاز لكرة السلة الفرنسي رودي غوبير بفيروس، لتقرر رابطة دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين أول أمس الأربعاء، تعليق الموسم المنتظم "حتى إشعار آخر".

آخر الأخبار