"ملائكة المستشفيات" بالمغرب...هكذا يخاطرون بأرواحهم لانقاذ مرضى كورونا

الكاتب : الجريدة24

02 أبريل 2020 - 04:00
الخط :

ينتقلون من عزل إلى عزل تصل مدته إلى شهر تقريبا، يرافقون الوحدة والجدران والآلات وتلك البدل التي يتعبون في تغييرها في كل مرة، هكذا هي حياة "ملائكة المستشفيات" في ظل أزمة كورونا.

مصدر طبي قال في تصريح للجريدة24، أن المستشفى الذي يستقبل مرضى كورونا يتناوب فيه الأطباء على غرفة العزل، حيث يدخل الطبيب إلى هذه المصلحة ويظل بها لمدة لا تقل عن خمسة عشر يوما لايخرج منها ليبقى رهن إشارة مرضى كوفيد 19، يشرف على علاجهم ويستمع لأسئلتهم وحاجياتهم.

"بحال إلى كنكونو فعمليات جراحية متتالية" هكذا وصف الطبيب العمل داخل غرف العزل، موضحا أن الدخول لعملية يتطلب ارتداء الكمامات ولباس خاص وبعد الخروج منها يتم التخلص من كل ما تم ارتداءه في سلة المهملات، والانتقال لعملية أخرى وارتداء البدلة والكمامة من جديد وهكذا دواليك.

هي إذن عملية متكررة في ظاهرها تبدو بسيطة ولكنها مرهقة يقوم بها موظفي الصحة في كل مرة يلجون إلى غرف ضحايا كورونا، دون الحديث عن الآثار المادية التي تخلفها وسائل الوقاية على جسم الطبيب وخاصة منطقة الوجه التي تتعرض للضغط و"نحباس الدم" بفعل الأقنعة والكمامات.

وبعد انتهاء أسبوعين كاملين داخل مصلحة العزل، يتم توجيه الأطباء إلى غرف "إقامة إجبارية" أخرى خارج المستشفى يظلون ويبيتون بها خمسة عشر يوما آخر إلى حين التأكد من سلامتهم من الفيروس الصيني، وبعدها يمكنهم العودة إلى حياتهم الأسرية والاجتماعية العادية، يقضون ساعات عائلية "دافئة" استعدادا لمهمة جديدة بنفس السيناريو عندما يصلهم الدور من جديد.

من شدة حرقته ناشد الطبيب الذي تحدث للجريدة24 عموم المغاربة أن يلتزموا بإجراءات الحجر الصحي في بيوتهم وسط عائلاتهم قبل أن يضطروا إليه بداخل المستشفيات بعيدا عن أسرهم، وقبل أن يجبرهم كوفيد على قضاء ليال جافة ومظلمة بين جدران المستشفيات، كما هو شأن الأطر الطبية ومعهم المرضى.

كما حذر المصدر ذاته من خطورة تفاقم حالات الإصابة، موضحا "الحمد لله باقي ما وصلناش لانتشار واسع للجائحة وإلا كان الوضع تدهور" مبرزا أنه إذا وصلنا للحالة الحرجة فجميع الأطر الصحية سيتجندون لحل معضلة كورونا وسيكون ذلك على حساب باقي المصالح وباقي المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة تحتاج هي الأخرى تدخلات مستعجلة".

 

آخر الأخبار