أيها المغاربة.."تقرقيب الناب" و"التجمع فوق الأسطح" و"القصارة داخل الشقق" عادات قاتلة في زمن كورونا

الكاتب : الجريدة24

06 أبريل 2020 - 02:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

لم يعي بعض المغاربة وليس جميعهم، بعد معنى الخطر المحدق بهم جراء الانتشار الواسع لفيروس كورونا المستجد، طالما أنهم يواصلون العبث بصحتهم وسلامتهم وسلامة الآخرين، ليس فقط بالشوارع والأزقة، إنما حتى داخل بيوتهم حيث تتواصل عادات سيئة مفروض التخلص منها في هذه الظرفية.

بعضهم لم يعي أيضا معنى الحجر الصحي، وهدفه في الحد من انتشار الوباء. ويواصلون التجمع بأعداد مختلفة بمنازلهم وفي سطوحها في لقاءات مع الجيران، دون اعتبار لما يمكن أن يترتب عن ذلك، في حالة وجود مصاب بينهم، في انتظار أن يعي الجميع بما يلزم من احترام للتدابير، بالصرامة اللازمة.

إن الحجر الصحي ليس فقط عدم الخروج للشارع وملازمة البيوت، إنما هو تلافي التجمعات أيا كان عددها تلافيا للخطر، ما لا يلاحظ في عدة حالات خاصة بالأحياء الشعبية، حيث الوقوف أمام أبواب المنازل و"تقرقيب الناب" متواصل كما في السطوح الشاهدة على تجمعات غير محمودة عواقب من بها.

وترى يوميا أشخاصا خاصة من النساء والأطفال، متجمعين في السطوح في مشاهد مقززة، وتفتقد لشروط السلامة اللازمة، ما قد يبرر تفشي بؤر الإصابة العائلية بشهادة مسؤولي قطاع الصحة، ما لن يكون ناجعا للحد من الوباء على الأقل في الفترة الراهنة وإلى حين انضباط الجميع لكل التدابير الاحترازية.

آن الأوان لنتخلص من مثل هذه العادات السيئة حتى داخل منازلنا المفروض أن نكون فيها معزولين عن بعضنا ونوفر شروط الأمان لنا ولغيرنا، كما مع جيراننا ولو بالأحياء الشعبية المألوف أهلها على التجمع، ما لا وقت له على الأقل إلى حين انقشاع الرؤية وتوضحها والسيطرة على الوباء.

الأمر نفسه ينطبق على تلك الوقفات غير المؤمنة، في الأسواق خاصة الشعبية، لما يفضل البعض الحديث ومطولا أحيانا، مع التاجر او الزبون، دون مراعاة ما يفرضه الأمر من تبضع والمغادرة السريعة للمكان، تلافيا لأي تجمع يمكن أن يعود بالسلب على الجميع، وقد يساهم في مزيد تأزيم الأوضاع.

نعرف ان المغاربة ميالون إلى صلة الرحم والاطمئنان على معارفهم وأصدقائه، لكن "مش وقتو" كما يقول الأشقاء المصريين، طالما أن هناك وسائل اتصال حديثة للاطمئنان بعيدا وتلافيا عن كل ما يمكن أن يساهم في تجمع غير محمودة نتائجه خاصة أنه قد يكون بين المتجمعين مصاب.

آن الأوان لنتخلص مؤقتا من مثل هذه العادات السيئة، حتى ننجو بأنفسنا وننجي كل أهلنا وأصدقائنا والبشرية من وباء لا يرحم الجميع وليس كبار السن أو المرضى فقط، ولنؤجل حميمية لقاءاتنا إلى ما بعد السيطرة على الوضع، وحينها يبقى الباب مفتوحا فادخلوه حتى من دون استئذان.

آخر الأخبار