الأحياء الشعبية واللانضباط لتدابير الحجر الصحي

في وقت يلتزم فيه ساكنة الأحياء الراقية والمتوسطة بتدابير الحجر الصحي بكل حزم ومسؤولية عبر ملازمة البيوت لمواجهة انتشار فيروس كورونا، والاكتفاء بالجلوس بشرفات منازلهم وحدائقهم الخاصة، لمقاومة العزلة، وجدت ساكنة الأحياء الشعبية ملاذها الوحيد في الشارع العام والأزقة التي باتت تعج تجمعات فئات عمرية مختلفة واجتماعية هشة.
فما إن تطأ قدماك هذه الأحياء الشعبية الهامشية حتى ترى أن تدابير الحجر الصحي لا تعني هذه الفئة التي جعلتها الظروف تترك البيوت الضيقة والمظلمة التي تتكون غالبا من حجرة واحدة اوثنين بدون نوافد ولا شرفات او اثنين تقطنها أسر فقيرة متعددة الأفراد.
وفي هذا السياق ، عاينت "الجريدة 24" أعداد مهمة من المواطنين بالاحياء الشعبية خارج المنازل في تجمعات صغيرة من مختلف الفئات يتبادلون أطراف الحديث، دون احترام مسافة الأمان الموصى بها من طرف المصالح المختصة ولا اكترات لخطورة الوضع وكأن الزمن توقف بهم في مرحلة ما قبل تفشي فيروس كورونا، حيث الشارع أرحم لهم من مرابطة منازلهم الصغيرة التي تضطر فيها النساء لتقاسم مطبخ واحد من أجل تحضير وجبة الإفطار الرمضاني بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة.
استقت الجريدة آراء بعض سكان حي سباتة حول خروج المواطنين البسطاء من بيوتهم وجلوسهم أمام المحلات التجارية المغلقة، الذين أوردوا انهم بعد توقف عملهم، باتوا يعانون في صمت، من عزلة قاتلة وسط منازل أقل مايقال عنها "كهوف" يسكنها العشرات من المكترين، مؤكدين أنهم مجبرين على الجلوس قبالة أبواب بيوتهم لعدم قدرتهم على البقاء في المنزل طيلة النهار سيما مع حلول شهر رمضان حيث كثرة الشجار والخلاف.
عرى التزام الساكنة البيضاوية بتدابير الحجر الصحي الفوارق الاجتماعية القائمة بين الاحياء على الرغم من مجهودات السلطة ورجال الامن في التصدي لانتشار الوباء.