ماذا أعدت حكومة العثماني لأكثر من 100 الف عاملة جنس تعانين الجوع بسبب كورونا؟

فاس: رضا حمد الله
كثيرة الفئات المتضررة من التدابير الاحترازية لمحاربة فيروس كورونا المستجد، غير التي خرجت للعلن جاهرة بمعاناتها وطلب المساعدة قدر إمكان الدولة في مرحلة دقيقة تضرر فيها الاقتصاد بشكل كبير كما الفئات الهشة التي وجدت نفسها وجها لوجه مع وضع غير مسبوق في غياب الدخل ووسائل وحيل العيش والاستمرار في الحياة.
أصوات ونداءات الاستغاثة تعالت من عدة فئات اجتماعية متضررة، إلا هن لم يجرؤن على الجهر بمعاناتهن وما تتكبدنه من خسائر ناتجة عن كساد "حرفتهن" في الكسب من عرق أجسادهن في أقدم مهنة في التاريخ، كما شواذ ألفتهم الشوارع وتآلفوا معها بحثا عن زبناء اللذة العابرين الطامعين في لحظات متعة وحميمية شاذة في أجسادهم المتخنثة.
آلاف بائعات الهوى وعاملات الجنس وعماله، بدون مورد عيش، لكن لا أحد منهم تجرأ على قول "أح" دليل تعب وترجمة لواقع يعلو ولا يعلى عليه رغم أن الظاهرة والمهنة قد تصف ضمن الفئات الهشة ولو لم يعترف القانون والمجتمع بها إلا على مضض وبشكل غير رسمي، بعدما أغلقت محلات ترتدنها بحثا عن زبناء ينعمون عليهن بقدر ما تجتهدن في الإمتاع.
ليست هناك إحصائيات رسمية لعدد عاملات الجنس وعماله، والبعض يقدره بعشرات الآلاف متضررين بشكل كبير من هذا الوضع، بعدما انغلقت أبواب أرزاقهم ولو لم تكن حلالا طيبا، بما في ذلك المقاهي التي ترتادها بائعات الهوى كما العلب الليلية والحانات والفنادق والساحات العمومية الشاهدة على اصطفافهن اليومي المقزز بحثا عن "مصروف".
بائعات الهوى والشواذ "العايشين" من الجنس، يوجدون في هذه المرحلة الدقيقة، وسط نار الجوع دون أن يجرؤوا بالصياح طلبا للعون والمساعدة، ولو أن فئة كبيرة منهم تعيل أسرا بعدد أفراد مختلف. ولا قدرة لهم على ذلك طالما أن القانون يجرم الدعارة وحتى لجوئهن لحيل بديلة شبه مستحيل، ليبقين وجها لوجه مع واقع لا تحسدن عليه.
كلهن إلا فئة قليلة جدا، يمكن لها الاستفادة من الإعانات والمساعدات الاجتماعية التي أطلقتها الدولة بالنسبة للمسجلين في صندوق الضمان الاجتماعي وحائزي الراميد ممن فقدوا شغلا كانوا يعيشون منه، لكن أي شغل يمكن الحديث عنه وهن غير المعترف بمهنتهن رغم أنها أقدم مهن التاريخ، يقبل عليها سرا وعلنا، لكنها منبوذة في ثقافتنا وعقولنا.
القانون يطاردهم والجوع أمامهم، هذا حال عاملات وعمال الجنس، فهم لا يمكن أن يخرجوا للعلن طلبا للمساعدة ولو ضاقت أمعاؤهم من جوع يزداد، كما لا أحد فكر في حالهم وناب عنهم في طلب العون في ظل الوضعية المعقدة التي يعيشونها وتحتاج التفاتة ولو كانت مغلفة بالإحسان لفئة بشرية تحتاج الدعم ولو كانت مهنتها مرفوضة مجتمعيا.