أمضى المغاربة أيام شهر رمضان كاملة بين أربعة جدران بسلب الحجر الجر الصحي وما تفرضه الحالة الوبائية من عزلة عن العالم الخارجي، فجاء قرار الحكومة بتمديد آخر للحجر خلق نوعا من القلق والحزن في نفوس المغاربة الذين كانوا يتوقون لإنفراج الأزمة والتحرر في مناسبة عيد الفطر.
"عيد فطر حزين" أو "مناسبة دينية اجتماعية مقيدة" هذا عنوان عيدنا خلال هذه السنة، وعدد كبير من المغاربة يضطرون لتحمل غياب أجوائه الإجتماعية وطقوسه الخاصة.
عزوز التوسي، أستاذ علم النفس بجامعة محمد الخامس، أكد أنه لتجاوز الإكراهات النفسية التي تفرضها الظرفية على هذه المناسبة يجب على الأسر والآباء إعداد طقوس مناسبة لوضعية العيد المنزلي وجعله مناسبة سعيدة عبر الإحتفاظ ببعض مظاهره كإعداد الأطباق الخاصة بالعيد وتنظيم جلسات داخل الأسرة لتبادل الحديث والحوار.
وشدد المتحدث على ضرورة الإنتباه للأطفال الذين اعتادوا أن تكون هذه المناسبة فرصة لاقتناء ملابس جديدة وممارسة أنشطة وألعاب مع أفراد العائلة والحصول على هدايا من الكبار، وهو ما سيكون غائبا خلال هذا العيد وبالتالي وجب توضيح وشرح الموضوع لهم بطريقة لا تجعلهم عرضة للفوبيا أو الخوف من الحالة الإستثنائية التي نعيشها، وتوضيح أن الأمر يتعلق بالحفاظ على سلامتهم وصحتهم.
ومن جهة أخرى أشار الباحث أن هناك معادلة غير متوزانة تحكم حياة الناس حتى قبل الحجر الصحي وتتعلق بجدلية الزمان والفضاء أو المكان، أي أن الناس في مرحلة ما قبل كورونا كانت رحابة المكان متاحة لهم فينا كان الزمن فيه نوع من الحجر مما يعرضهم للتوتر الدائم بسبب تنقلهم بين كترة الأنشطة والأعمال خارج المنازل والوقت الضيق الذي لا يتيح لهم الكثير من الفرص للاستمتاع براحة المنزل وسط الأسرة.
اليوم انقلبت الآية وصرنا أمام رحابة الزمن وضيق الفضاء، وهذا أيضا خلق توترا وإشكالات نفسية، لذلك فالأصل في توازن الإنسان هو الموازنة بين الحرية في التنقل في المكان وشساعة الزمن.