بحارة إمسوان: " الرمال تهدد رزقنا ونحن من طالبنا بـ"الدراكاج"

الكاتب : الجريدة24

20 مارس 2019 - 09:05
الخط :

أمينة المستاري

أصبح مشكل "الترمل"الذي تعرفه قربة الصيادين "إمسوان" الشبح الذي يهدد رزق العشرات من الصيادين التقليديين، ويمنعهم من دخول البحر لجني قوت يومهم.

إمسوان...بلدة صغيرة تبعد عن أكادير بحوالي 80 كلم، نشاط أغلبية سكانها الصيد التقليدي، لكن رزقهم مهدد بالرمال التي تحولت إلى نقطة يتجادل حولها كل من هواة "السورف" الذين يعتبرون أن إزالة الرمال هو نهب "بالعلالي" خاصة وأن ذلك سيحرمهم من أمواج تصل إلى 2 أمتار، في الوقت الذي يؤكد البحارة والصيادون أن الترمل سيفرض عليهم حصارا يحرمهم من الصيد، لكونها تعيق دخول وخروج القوارب من الشاطئ.

الجدل عمق من هوته انتشار فيديو يظهر شاحنة تزيل الرمال، ويصور الأمر على أنه "نهب للرمال"، هذا في الوقت الذي سبق للوكالة الوطنية للموانئ أن أكدت أن العملية هي جرف للرمال من أجل الحفاظ على مستوى أعماق الأحواض المائية والأرصفة لكل ميناء لضمان سلامة الملاحة البحرية وتحسين ظروف استغلال البواخر وسلامتها.

ويقدر عدد البحارة في نقطة التفريغ بإمسوان أزيد من 200 صياد، يطالبون بفك الحصار "الطبيعي عنهم" وتفهم أصحاب "السورف" لظروف حياتهم التي تتوقف على الصيد. وانير أحمد، صياد في حوالي العقد السادس، قضى حياته على متن مركبه يطعم أبنائه مما يجود به البحر من سمك، يقول: " إلى هذه اللحظة عشنا من مداخيل الفلايك، ودابا هاهوما سدو لينا الطريق ماعندنا كيفاش نخرجو، كنبقاو محاصرين أحيانا ثلاثة أشهر مانصيدو والو، منذ شهر أكتوبر إلى غاية مارس، الفلايك ماكيخرجو غير ثلاثة أيام فقط...واش تعيش بهم الدراري ...؟؟؟ " بحسرة يصف أحمد الوضع المزري للصياد بالمنطقة. ويضيف :" ما كاين شفرة ديال الرمال، راه ملي كيحيدوها كيحطوها حدا على مقربة من الشاطئ لتجف".

بوضار، صياد شاب، يؤكد : "ملي كتكون الموجة كيتحبس كلشي، احنا البحارة كلنا بغينا ماتبقاش هاد الرمال". ويؤكد مجموعة من الصيادين أن تواجد هواة السورف في المنطقة يعيق عملية خروج ودخول القوارب أصلا، لأن خطر إصابتهم  وارد في أي لحظة، أو انقلاب القارب بمن فيه علما أن مجموعة من الصيادين لا يحسنون العوم في مثل تلك الأمواج التي ترتفع أحيانا بين متر ومترين.

بيرواين، رئيس جمعية حاملي القوارب، يعتبر أن الرمال بالشاطئ تعيق خروج القوارب، وبعد أن استبشر الصيادون خيرا من قدوم شركة للقيام بعملية جرف الرمال توقف فجأة بعد انتشار فيديو يتهمها بسرقة الرمال. ويضيف بيرواين في تصريح إعلامي :" حنا هاد الرمال تسبب لنا مشاكل، وهواة السورف كيجيو في المكان الذي تدخل منه القوارب، نتمنى أن يتفهموا ظروفنا ويبتعدو قليلا حنا كنتكرفسو، وإذا كانت الرمال بكثرة نستعمل الجرار لجر القوارب".

مشكل الترمل قديم، وجد الحل من طرف الجهات المعنية، من خلال نقص الرمالمن خلال عملية "الدراكاج" لتمكين الصيادين من الخروج لعملهم طيلة أيام السنة، حتى لا يتضرر الصيادون، كما يؤكده رئيس جماعة إمسوان عبد الله الطايع ، فعملية "الدراكاج" تتعلق بصفقة منحت من طرف وكالة الموانئ لجرف الرمال داخل نقطة التفريغ، يقول المسؤول الجماعي في تصريح إعلامي " ما جاء من إشاعة "سرقة الرمال" لا أساس له من الصحة، فنحن نحاول المزج بين الصيد البحري في إمسوان والسياحة".

رأي يؤكده جواد الهلالي رئيس غرفة الصيد الأطلسية المتوسطية بأكادير، الذي نفى بدوره ما يروج حول نهب الرمال، بل يؤكدان أنها تستخرج من مجال خاص بإدارة التجهيز وتوضع في فضاء غير بعيد، وان العملية تمت تحت إشراف مباشر للسلطات المحلية ومصالح هذه الوزارة، لتمكين البحارة من الصيد في ظروف لائقة وعلى امتداد السنة.

آخر الأخبار