يرزح لبنان منذ فترة تحت ثقل وباء كوفيد، والحرب السورية، والطائفية السياسية المريرة، والأزمة المالية التي شلّته، لكن الإنفجاران الأخيران يهددانه بانهيار كامل والعائلات في هذه الرقعة الصغيرة على شفير اليأس التام،، وقد سوّيت أحياء من المدينة أرضاً، و أصبحت البلاد في حالة من العوز.
لقد فقد ما يقارب 300 ألف شخص منازلهم وأصبحوا في غضون لحظات مشرّدين في المدينة الدامية. كما تَلُفَ الاحتياطي الغذائي الحيوي والضروري لا سيما في ظل شبح الجوع المخيّم على البلاد. واضطرّ الأطباء إلى إسعاف الجرحى والمصابين على ضوء هواتفهم النقّالة، وغدا سكّان لبنان لاجئين على أرضهم بحسب وصفهم.
حين شهد لبنان وضعاً مماثلاً قبل سنوات عديدة، اندلعت حرب أهلية دامت 15 عاماً وقتلت عشرات الآلاف من الضحايا. ما زالت بيروت تحمل ندبتها وكذلك الشعب اللبناني بأكمله.
لقد بات التخوف من العودة لنفس المصير باديا على وجوه اللبنانيين واللبنانيات ونبه فاعلون وباحثون إلى أن حدثا كهذا إذا تكرر في هذه الظروف فسيجني على ما تبقى من أرض الأرز.
هذا ما دفع فاعلين مدنيين محليين ودوليين ومنظمات للإغاثة لإطلاق حملات إنسانية من شأنها معالجة آثار ومخلفات هذه الأزمات المتوالية على البلد، داعين إلى جمع التبرعات من مختلف الأقطار عبر العالم ووضعها تحت تصرف هيآت مدنية من أجل تأمين الغذاء العاجل، والعون الطبي، والمأوى للمحتاجين تجنبا لأي كارثة إنسانية.