كان يا ما كان في مثل هذا اليوم قبل عامين في "الكركات"

الكاتب : الجريدة24

13 نوفمبر 2022 - 01:30
الخط :

 

هشام رماح
كان يا ما كان قبل عامين ولا يزال في "الكركرات"، جيش مغربي صلد عيل صبره في 13 نونبر 2020، فقرر إنهاء أسطورة "قندهار" وتأمين المعبر الذهبي "الكركرات"، من خلال تطهيره من شرذمة الانفصاليين الذين سلطتهم الجزائر للتشويش وبث الفوضى فكان أن لقيت من أشاوس المملكة ما لا يسرها أبدا.
في مثل هذا اليوم، هب حماة المغرب لطرد المرتزقة المسخرين من قبل النظام العسكري الجزائري، من "الكركرات" شر طردة وبدون أي قطرة دم، فعاد أفراد ميليشيا "بوصندالة" مدحورين مهزومين، وليعلن قادتهم من قصر "المرادية"، في الجزائر، نسف اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 1991، ولتنطلق بعده أقصاف "بوليساريو" تجاه المغرب لكن على قصاصات وكالة الأنباء الجزائرية وباقي الأبواق المحشورة في زمرة تُبَّع العسكر.
في مثل هذا اليوم تطهرت "الكركرات" من دنس الانفصاليين، وأكد المغاربة للعالمين بأن حوزة الوطن لا تتجزأ وعند المساس بها تتلاشى كل الاختلافات وتطفو على السطح كل معاني الائتلاف وتضافر الجهود لضرب أعداء وخصوم الوحدة الترابية للمملكة الشريفة، بيد من حديد لا يفل ولا يصدأ.
في مثل هذا اليوم رفرفت الأعلام المغربية فوق سماء "الكركرات" وصارت المنطقة آمنة تنعم بالسكون إلا من هدير محركات الشاحنات والعربات المحملة بالبضائع والأشخاص قادمة من الشمال التي تتخلل المعبر المفضي نحو جوف إفريقيا بدءا من الجارة الجنوبية موريتانيا.
لكن هذا اليوم المشهود في تاريخ بواسل المغرب، كان فيصلا، أيضا، يفرق بين المغاربة الأقحاح وبين دعاة الفرقة وسعاة التشرذم، ممن يصطادون في الماء العكر، ولا يعجبهم العجاب، مثل حزب النهج الديمقراطي، وجماعة العدل والإحسان وغيرهما من التنظيمات القَمَّامة التي تقتات على الجيف.
لن ينسى المغاربة، كيف أنه وفي لجة تحرير "الكركرات" وتطهيرها من مرتزقة "بوليساريو" اختار حزب النهج الديمقراطي "الجزائري" السباحة ضد التيار، وقد رأت بقاياه اقتراف بلاغ في شأن تدخل القوات المسلحة الملكية لطرد رعاع "بوصندالة" ودحرهم نحو جارة السوء التي قدموا منها.
نعم فبقايا الرفاق في حزب "النهج الديمقراطي" كانوا ألجموا ألسنتهم متى توترت الأوضاع في منطقة الكركرات وتحروا صمتا مريبا وهم يعاينون على مدى أزيد من ثلاثة أسابيع مرتزقة "بوليساريو" وهم يكبدون المغرب وموريتانيا على حد السواء خسائر بمنعهم مرور البضائع والأفراد من معبر "الكركرات" الحدودي.
لكن وبمجرد تدخل القوات المغربية لتطهير المنطقة كسر بقايا الرفاق طوق الصمت وراحوا يهللون لأطروحة الانفصاليين، سعيا منهم لتصفية ما علق في مخيلات "سياسيين" امثالهم يحاربون طواحين الهواء مثل "دون كيشوت"، ويهيمون على أوجههم في أرض البلاد غير عابئين بما يهم البلاد والعباد.
أيضا، جماعة العدل والإحسان، ضربت حول نفسها سياجا واحتمت بالصمت إزاء القضية الأولى للمغاربة وانبرى الشيخ ومريدوه الذين لطالما ملأوا الدنيا زعيقا في كل شاردة، إلى صمت مريب ينم عن هوى يشل أوصال "الأتباع" لكل ما يمزق الوطن وهم يسبحون في استيهاماتهم بعيدا عن كل القضايا المصيرية التي واجهها المغرب وتصدى لها بصدر عار وكان أن ظفر بمراميه.
لقد أثبتت أزمة "الكركرات" التي انطوت قبل عامين بالتمام والكمال أن أفئدة "أتباع" الشيخ وبقايا "الرفاق" تهوي إلى ما دون المغرب، وعقولهم مشغولة بترجمة أمانيهم الملوثة على أرض الواقع، بدل من انشغالهم بما يشغل المغاربة الأقحاح، الذين وكل ذكرى طيبة مثل ما حدث قبل عامين في "الكركات" وهم بتريليون خير.

آخر الأخبار