الحاجة أم الاختراع..."كورونا" يدفع شبابا للابتكار ومصانع لربط العلم بالعمل

الكاتب : الجريدة24

19 أبريل 2020 - 08:00
الخط :

أمينة المستاري

 أظهرت مبادرات فردية أو جماعية المعدن الحر للمغاربة ودرجة وعي شبابها الذين تأقلموا مع الوضع الراهن والحجر الصحي، في ظرف حرج يعيشه كل العالم، حتى أصبح المغرب من البلدان التي ينظر إليها باحترام كبير، خاصة وقد حل مشكل إنتاج كميات كبيرة من الكمامات بهدف الاكتفاء الذاتي، بعد أن أصبحت ضرورة إنتاج كميات هائلة ضرورة ملحة خاصة وقد سجل المغاربة قلتها في المتاجر والمحلات في الأيام الأخيرة.

فبعد أن حل الوباء واختفت معالم الحياة في مجموعة من القطاعات باستثناء الحيوية منها، ظهرت الحاجة إلى توفير المعدات الطبية ووسائل الوقاية من الفيروس الشرس، ليس في المغرب فقط بل بالدول العظمى التي تعيش أوقاتا صعبة في ظل الأرقام المهولة لعدد الإصابات والوفيات.

المغرب وبعد أن قام بمجموعة من الإجراءات الوقائية في المرحلة الأولى من انتشار الوباء، اضطر إلى غلق حدوده ومداخل المدن وغيرها من الإجراءات، بعد توفير الأجهزة الطبية إلا أن موضوع توفير مواد طبية أخرى، ليس فقط للجيش الأبيض الذي يتواجد في الخط الأمامي بل لعموم المغاربة، طرح نفسه بشدة لتظهر المبادرات تلو الأخرى والأفكار التي تجلت غالبيتها على أرض الواقع لتتحول إلى تجارب خاصة الكمامات، المواد المعقمة...

 من هنا اضطرت بعض المعامل التي كانت قد أغلقت أبوابها خوفا من انتشار الفيروس القاتل، إلى تغيير نوعية إنتاجها والانتقال لصناعة الكمامات الطبية بجودة عالية ومواد معقمة، بعد توفير الشروط الصحية لعمالها.

الشباب أظهروا تجندهم للخروج من حالة الاستسلام وانتظار الحلول، وحول بعضهم حجرهم الصحي إلى فرصة للبحث والابتكار، ليقوموا بربط العلم بالعمل، وتفننوا صنع أجهزة بسيطة من شأنها إنتاج كميات من الكمامات في دقائق، فيما ركز آخرون إلى ابتكار تصاميم لبوابات تعقيم ترصد للاستعمال العمومي خاصة بالمؤسسات الصحية، كما هو الحال لتجربة شباب بتاونات من خريجي التكوين المهني، حيث عملوا على تصميم بوابة سيتم وضعها عند مدخل المستشفى الإقليمي بتاونات...

المهندسون بدورهم أبانوا عن "كعبهم العالي" وقاموا بالانخراط في تجارب تطوير أقنعة طبية أو ابتكار أجهزة التنفس...وقامت مصانع إلى تغيير نوعية إنتاجها تحت مراقية الوزارة المعنية، لإخراج منتوج بمعايير معينة وشروط صحية كآليات تنقية وتعقيم الهواء في المؤسسات والعيادات الطبية...فالوباء أخرج من المغاربة تآزرهم وحفز تدخلاتهم من أجل إيجاد الحلول من أجل تفادي العاصفة وليس التأفف من الرياح "الوباء" التي ما تلبث أن تهدأ يوما. 

الأبرز