هكذا انتصرت قناة "العربية" للفرقة الليبية ووصفت "اتفاق الصخيرات" بـ"الفاشل"

هشام رماح
فيما أكد المغرب على لسان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أنه تنتفي لديه أية "أجندة" من وراء تهييء الأجواء الملائمة لتلاقي الفرقاء الليبيين في مدينة بوزنيقة غير لم الشمل وتجنيب البلد المغاربي خطر التمزيق، فإن قناة "العربية" السعودية انبرت إلى النفخ في نار الفرقة وقد "تنبأت" بفشل الحوار الليبي وقد وصفت "اتفاق الصخيرات" الموقع في 2015 والمعترف به أمميا، بـ"الفاشل".
وجاءت حالة الارتياح التي سجلها المشاركون في لقاء بوزنيقة أمس الأحد (6 شتنبر 2020) من حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج والبرلمان الليبي برئاسة عقيلة صالح، كرد على ما رمت به قناة "العربية" في تقرير لها نشر على موقعها الإلكتروني تحت عنوان "شظايا تطال الحوار الليبي.. نواب يرفضون ترميم الصخيرات"، فقد انتصر المتفاوضون على المناصب السيادية إلى الروح الإيجابية التي رفرفت على مكان انعقاد الحوار بالمدينة الساحلية المغربية.
وبدلا من العمل على رص صفوف الأشقاء الليبيين ورصد نقاط الإئتلاف لنبذ الاختلاف بينهم، فإن القناة السعودية التي تبث من إمارة "دبي" انحازت لما يفرق بين هؤلاء الأشقاء، في انتصار صريح لمواقف المشير خليفة حفتر، المناوئة لحكومة فايز السراج، إذ اعتبرت أن الأحداث المتتالية أثبتت فشل "اتفاق الصخيرات".
الفشل الذي جزمت به "العربية" من خلال مقالها المشار إليه سلفا والمنشور يوما قبل انعقاد جلسة الحوار الليبي في بوزنيقة، ألبسته أيضا على الأخيرة، وأحالت على أن هذه المحادثات لن تستطيع ترميم "اتفاق الصخيرات"، وهو الموقف الذي قد لا يبعث على الاستغراب إذا ما ظهر السبب المتمثل في دعم السعودية والإمارات للمشير حفتر.
واجتمع، أمس الأحد بمدينة بوزنيقة، نواب يمثلون المعسكرين المتناحرين في ليبيا، حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس والسلطة الموازية ومقرها في شرق البلاد، وهي المحادثات التي تمت برعاية مغربية، عبر عنها ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بالقول تمهيدا لها، إن "المغرب مستعد ليهيئ فضاء للنقاش بين الليبيين وفق إرادتهم وسنصفق لما سيتفقون عليه".