"آمنستي" لا تعض يد العسكر الجزائري الذي يطعمها

هل تعض "آمنستي" اليد التي تطعمها؟ طبعا لا، فالمنظمة التي تتبجح بالدفاع عن "المهضومة" حقوقهم والمعتقلون تعسفيا، تلجم لسانها كلما تعلق الأمر بالجزائر، وتهب لمواجهة المغرب في المقابل، وكأن الصحفيين الذين اعتقلهم نظام "العسكر" ليسوا على رقي "الخونة" من بعض الكتبة في المغرب.
وتغض "آمنستي" الطرف عن نظام العسكر في الجزائر رغم الاتهامات التي تطاله بسبب تلطيخ أياديه باعتقالات تعسفية مقرونة بصرف اتهامات جزافية مثل ما حدث مع خالد الدرارني، الصحفي الذي وجد نفسه متابعا جنائيا، وحكم عليه أمس الثلاثاء بسنتين حبسا نافذا، لا لشيء سوى لكونه غطى الحراك في الجزائر ونشر مقاطعا له على حسابه في "تويتر" جعلته متهما بـ"التحريض على التجمهر غير المسلح"، و"المساس بسلامة وحدة الوطن"، فضلا عن كريم طابو الذي تنتظره غياهب السجن ولا مفر له منه.
وتنتفي تقارير "آمنستي" متى تعلق الأمر بالجزائر، فلا هي تنتصر للأحياء مثل خالد درارني وكريم طابو ولا لمن هم على مشارف الالتحاق بالأموات مثل عبد الله بن نعوم، معتقل الرأي رفقة 45 جزائريا آخرين التهمهم نسيان منظمة العفو بعدما ارتضى الجيش في الجارة الشرقية للمغرب اعتقالهم وإخفاءهم قسريا بسبب مشاركتهم في الحراك الذي هز أركان البلاد تحت عنوان "يتنحاو كاع".
إن صمت "آمنستي" تجاه ما يقع في الجزائر، مشوب بالخزي ويشكل وصمة عار على منظمة لا ترى في غير المغرب عدوا لها وهي تحاربه باليمين وتغرف من أموال العسكر بالشمال، وهو ما يجعلها تفرز تقارير مدفوعة الأجر خدمة لأجندات ليست خفية على أحد، وهو ما جعل تقارير إعلامية "جزائرية" تنبش بدورها في السبب الذي يجعل هكذا منظمة تصدح بالقول أنها صوت المضطهدين كيف ضربت الصفح عن الكلام متى تعلق الأمر برسائل أرسلتها حرائر جزائريات وأحرار جزائريون للتنديد بما يتعرض له مواطنوهم من ظلم وجور تحت أقدام العسكر.
إنه غيض من فيض أخطاء جمة ترتع فيها "آمنستي" وغيرها من منظمات تشتهي أموال البعض فتضرب البعض الآخر الذي يقف على طرف النقيض منه، وتدعي الحياد تجاه ما يقع في حوزة دافعي الأموال ولو أن حياد الفيل في صراع النملة مع الأسد معيب ويبعث الكثير من الأسئلة حول السعر الذي كلفه صمت هذا الفيل.. عفوا.. صمت "آمنستي" عن تقتيل العسكر لبني جلدتهم لأنهم قالوا لا ورفعوها جهارا نهارا في وجوه أزلام النظام المتداعي.