الرئيس الجزائري "تبون" المحمول على أكتاف العسكر وكذبة "خاوة خاوة"

الكاتب : الجريدة24

21 سبتمبر 2020 - 12:30
الخط :

هشام رماح

الكذب قصير العمر.. لا يصمد طويلا أمام الحقيقة.. سرعان ما تضربه وتصيبه في مقتل.. لكن عبد المجيد تبون، الرئيس الذي حمله العسكر على الأكتاف على قصر "المرادية" يغض الطرف عن هذه المُسَلَّمَة، كلما تحدث عن علاقات بلاده مع المغرب، كما حدث حين لقائه، أمس الأحد، مع وسائل إعلام في الجارة الشرقية للمملكة.

وعود على بدء تطرق الرئيس الجزائري في حواره الصحفي إلى المغرب، وها هنا، أيضا، كرر أسطوانة العسكر المشروخة.. "ليس للجزائر أي مشاكل مع المغرب"، متناسيا أنه ومن يدور في فلكهم من جنرالات تعاقبوا المؤسسة العسكرية جعلوا من المغرب عدوهم الأول ولهم في ذلك غايات يتشاطر معرفتها الكل.

إن خلق عدو وهمي خارجي يتمثل في المغرب يظل سياسة أثبتت نجاعتها لدى حكام الجزائر، وإذ يعتقد أزلام الأنظمة "التوليتارية" بشكل راسخ أن خلق عدو مصطنع يصرف اهتمام الشعوب عن مواجهة المشكلات والأزمات الداخلية، إلى ما وراء الحدود، فإن عبد المجيد تبون وعلى عهد سابقيه لم ينفك عن صب الزيت على النار في الخفاء والظهور بمظهر الحمل الوديع في العلن.

الرئيس الجزائري وبلسان بني جلدته اعتبر البلدين الجارين "خاوة خاوة" لكن، وهذه الـ"لكن" تخفي الكثير من المؤامرات التي حيكت ضد المملكة وأزيد من 500 مليار دولار صرفتها الجزائر على أمر تدعي مرارا أنها تقف فيه موقف المحايد والحال أن كل الوقائع تكذب هذه الادعاءات وأولها احتجاز مواطنين مغاربة في مخيمات العار تحت سلطة انفصاليين تدربهم وتسلحهم لكسر شوكة المغرب ليس إلا.

كذب عبد المجيد تبون إزاء ما يختلج في صدره ضد المغرب سافر يبدو للعيان، رغم أنه يكابد لتغليف تصريحاته بما ينفي عنه ذلك، فما يعتمل في صدر الرجل تجاه المملكة انكشف مبكرا في حملته الانتخابية وحين ذاك كال للمملكة كل الاتهامات ووسمها بكل الأضاليل وله في ذلك غاية حققها.. طمأنة العسكر على أنه الرجل الأمثل لتنفيذ أجندتهم والزيادة في ذلك حتى وإن "الزيادة من رأس الأحمق".. لذلك فليس هناك من داع لتكرار كذبة "خاوة خاوة" كلما سلطت عليه الأضواء.

إن محبة المغاربة للشعب الجزائري ثابتة كما هو ثابت عداء العسكر وخدامه للمغرب ككل، لكن ما تعيشه العلاقة بين البلدين الجارين في ظل ترؤس تلميذ العربي بلخير الجنرال الراحل، الذي استظل بمظلته طويلا، فالعلاقة مشوبة بالتناقضات فتارة يعمد إلى التغزل بالمغرب وتارة يتمَنَّع، لكن الأكيد أن التوتر هو ما يرغب فيه تبون لإرضاء الطغمة الـ"مافيوزية" الماسكة بزمام الأمور في الجارة الشرقية، وإلا فإن السجن قد ينتظره كمن سبقه ممن أتلف العسكر سجلاتهم وجعلهم يؤدون الثمن حتى بعدما خدموه بكل "إخلاص".

آخر الأخبار