العلمانيون والإسلاميون المغاربة ..خلقوا ليتنابزوا !

الكاتب : الجريدة24

22 سبتمبر 2020 - 03:30
الخط :

في كل مرة تبرز قضية من القضايا المجتمعية على سطع النقاش العمومي إلا وتخترقها آراء "العلمانيين" وأفكار الإسلاميين حتى يترك أحيانا الموضوع الأساس الذي يناقشه الرأي العام ويتم التركيز على ذلك الصراع "العلماني الإسلامي" الأبدي.

هل الفرد سيد نفسه وحقوقه هي الأسمى أم السلطة لقواعد الشريعة والجماعة، وأسئلة حول كيفية التعامل مع غير المسلمين، وقضايا أخرى يعتبرها باحثون أساس المجتمع والدولة ومحددة لشكل الدولة، تغذي هذا التقاطب الحاد.

برز هذا النقاش "العقيم" بعد الفاجعة المؤلمة التي كان ضحيتها الطفل عدنان، وبدأت التقاطبات والسباب والشتم يعلو مواقع التواصل الإجتماعي، بين علمانين يوزع تهم الجهل والرجعية وإسلاميين يكيلون الاتهامات التكفيرية لحقوقيين وباحثين بسبب مواقفهم من عقوبة الإعدام.

قبل عدنان كانت هناك عدة قضايا أعادت هذا التجاذب إلى الواجهة، حينما طفى نقاش "الإجهاض" على السطح وخرج الإسلاميون يدافعون عن حق الجنين ويقيدون حق المرأة في التصرف فيه ملوحين بنصوص الشريعة وحق الجنين في الحياة، فيما واجههم العلمانيون بحق المرأة في التصرف في جسدها وحقها في اختيار أن تكون أما أم لا من باب الحريات الفردية والإتفاقيات الدولية.

وقبل ذلك قامت الدنيا حول النقاش المرتبط بالمساواة في الإرث، ثم قبلها جدل حول المرأة وحقوقها والجميع يتذكر مسيرتي الرباط والدار البيضاء الشهيرتين بين "المرجعية الإسلامية والجبهة الحداثية" ، عقب الإستقطاب "الثنائي" الذي وصل إلى حدود تقسيم الشارع المغربي تقسيما وصل صداه إلى الخارج.

هي تلك النقطة الفاصلة بين الإتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية من تحكم هذا الصراع منذ الأزل، فتحديد علاقة المجتمعات المسلمة ببقية العالم يمر عبر سكة الصراع حول كل هذا، فالإسلامي لا تهمه صلة الوصل مع الآخر "الأجنبي" ويرتكز في أطروحاته على مجتمعه المسلم وقيم الإسلام ومبدأ الهوية، فيما تعني هذه العلاقة كثيرا للعلماني الذي يرى في دولته دولة حداثة منفتحة على القيم الكونية، غير منغلقة على ذاتها، ويرى في هويات المجتمعات هوية واحدة "حقوق الفرد، وحريته والقيم الإنسانية الكونية".

آخر الأخبار