طبيب: بدأنا نلاحظ علامات "الخرف المبكر" على فئة من المغاربة بسبب كوفيد

الكاتب : الجريدة24

28 سبتمبر 2020 - 09:45
الخط :

منذ حوالي شهرين تضاعف عدد كبار السن الذين يزورون الأطباء والأخصائيين النفسيين بسبب التغيرات النفسية التي ظهرت عليهم بسبب الحجر الصحي.

ووصف الدكتور جواد مبروكي في حديث مع الجريدة24 بعض الأعراض والحالات التي عرضت عليه بالخطيرة جدا، منبها إلى ضرورة الإنتباه لهذه الشريحة، وإلى حدود الآن قام بتشخيص الأمراض التالية عند المسنين:

الاكتئاب الكلاسيكي؛ مشاكل في النوم وفقدان الشهية والقلق وضعف الانتباه والتهيج، و اكتئاب مجنون المظهر (ألورْ ديمونسييل)،  والذي يضم الأعراض المذكورة أعلاه بالإضافة لاضطراب منطق الكلام واضطراب السلوك الجنسي والارتباك الزماني والمكاني وفقدان الذاكرة والتململ الحركي وسلس البول والبراز.
وهناك أيضا الاكتئاب النفسي الجسدي (بسيكوسوماتيك)
شكاوى عضوية طوال اليوم وآلام القولون والإسهال وآلام المفاصل وآلام المعدة والصداع، إلخ، ثم الاكتئاب الكئيب (ميلون كوليا) المصحوب بالعزلة والمقاومة ورفض الأكل والشرب والهلوسة وتناول الأدوية للحالات المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض أخرى.

وذكر المتحدث أسباب تداعيات كوفيد19 التي تمكن من ملاحظتها عند المسنين؛ وهي أولا إغلاق مساجد القرب
إذ كانت الحياة اليومية للمسنين، نساءً و رجلاً، منظمة حسب أوقات الصلاة حيث يلعب المسجد دورًا مهمًا في التنشئة الاجتماعية  وبالإضافة إلى وظيفته الروحية، فهو يسمح للمسنين بمغادرة منازلهم والالتقاء بالآخرين والجيران وغيرهم وتبادل لحظات من الدردشة وأخبار الحي والمدينة والوطن والعالم. ولكن مع الأسف جاء كوفيد وأغلق المساجد وتغيرت المعايير الزمنية والاجتماعية ولم يتمكن كبار السن من التكيف مع طريقة الحياة الجديدة هذه، وبالتالي أصبحوا مضطربين نفسيا.
ثانيا وقف الزيارات العائلية، فحماية لكبار السن بشكل خاص مُنِع المسن من زيارة الأسرة ويستقبل عددًا قليلاً جدًا من الأشخاص مع الصعوبة في تصور هذا الوباء ولا يفهم سبب عدم زيارة أحد له وفي بعض الحالات لا يحتضنه الزائرون ولا يقبلونه أيضًا، وبالمثل فإن الأبناء الذين يعيشون في مدن أخرى في البلد أو في الخارج كانوا يأتون لزيارة المسن بانتظام ولكن بسبب الكوفيد أصبحت بعض الزيارات مستحيلة لأسباب نعرفها جيدًا.
وهكذا يظن الشخص المسن أنه لم يعد محبوبًا ومرغوبا لأنه كبير في السن وبدون أي فائدة ولذلك يصبح غير مستقر نفسيا.
ثالثا التغيير في تنظيم المنزل، فقد اعتاد المسن على أسلوب حياة منزلي دقيق إلى حد ما، يذهب الأبناء إلى العمل ويذهب الأحفاد إلى المدرسة ويمر بعض الأبناء إلى المنزل كل يوم لزيارته. ومع كوفيد كل هذه العادات المنظمة مثل الساعة توقفت فجأة وأصبح وضع المسن قلقا للغاية بدون أن يستطيع فهم هذا التغيير ولهذا نراه مضطرب نفسيا على مدار الأيام.
رابعا تشويه العلاقات الاجتماعية والحرمان من الحرية،
فجأة رأى الشخص المسن أن حريته مقيدة، فلا يجب أن يخرج ولا يصافح الجيران والبقّال وإمام المسجد وعليه أن يرتدي قناعا إذا خرج، كما يجب على الزائرين الابتعاد عنه مترًا واحدًا ولم يعد بإمكانه الذهاب إلى "سّْويقَة" ويجب عليه غسل يديه باستمرار ووضع هلام مائي كحولي ولا يمكنه الخروج في فترة ما بعد الظهر للذهاب للَعب" الدّاما" و الجلوس في الساحة مع زملائه. و باختصار بالنسبة للمسن أصبح يعيش في عالم آخر وبأسلوب حياة غريب بالنسبة له وهذا سبب فزعه واضطرابه نفسياً.
ونبه الأخصائي النفسي السلطات الصحية لأخذ هذه المشكلة على محمل الجد لأننا سنجد أنفسنا قريبًا في مواجهة وباء الخرف المبكر عند المسنين!

آخر الأخبار