شامة الزاز... مسار فنانة عصامية لم تنصفها الحياة

الكاتب : الجريدة24

29 سبتمبر 2020 - 09:30
الخط :

فاس: رضا حمد الله

ودع عشاق العيطة الجبلية، أمس الأثنين، أيقونة هذا الفن، الفنانة شامة الزاز عن عمر يناهز السبعين بعد وفاتها بالمستشفى الإقليمي لتاونات بعد أيام من نقلها إليه في حالة صحية حرجة نتيجة إصابتها بمرض في القلب باءت بالفشل كل محاولات علاجها منه في عدة مستشفيات ومصحات بفاس والرباط وتاونات.

وفاة شامة التي يلقبها البعض بعروسة الشمال ورائدة فن أعيوع، خلفت حسرة كبيرة في نفوس محبيها الذين تعاطفوا معها طيلة فترة المرض الذي طال سنينا عانت خلالها مشاكل صحية واجتماعية كثيرة دون أن تجد الدعم خاصة المادي، من طرف المسؤولين، إلا في مبادرات خاصة لزملائها وفعاليات.

قلب شامة رفيقة درب الفنان المرحوم محمد العروسي، توقف عن الخفقان أمس بعد طول معاناة بعد انسداد صمامات وشرايين لم تعد تضخ الدم بالكيفية الطبيعية والعادية، بعدما كانت نقلت سابقا إلى مستشفى الشيخ زايد بالرباط، وقبلها إلى مصحة بساحة فلورانسا بفاس مكثت فيها أياما معدودات.

وبوفاة هذه الفنانة الجبلية، توقف مسارها الفني الذي لن ينفع استمرار حب عشاقها لها ولريبرتوارها الفني الزاخر بعشرات الأغاني المضمنة في حوالي 60 ألبوما نسبة كبيرة منها بمشاركة الفناة العروسي الذي شاركته الغناء في دويتوهات كثيرة عبارة عن حوارات تغنت بالعادات والتقاليد المحلية.

ودام تعامل شامة والعروسي طيلة أكثر من 40 سنة قبل وفاته، وذلك منذ اكتشفها يوما في عرس في منطقة غفساي أدت فيه أغنيته المشهورة "صبري لله" قبل أن يقترح عليها الانضمام إلى مجموعته الغنائية وتؤدي أول قطعة معنونة ب"الشايب يا الشيباني" التي حققت نجاحا مبهرا.

ولم يكن المرحوم العروسي الوحيد الذي تعاملت معه شامة الزاز من رواد الأغنية الجبلية، بل حتى الحاج السريفي الذي شاركته الغناء أيضا، كما الفنانين التاوناتيين عبد الرحيم الصنهاجي وزميله بوعلام الصنهاجي، إضافة إلى أسماء أخرى شاركتها الغناء في سهرات وتظاهرات ومهرجانات.

واشتهرت شامة التي كانت غزيرة الإنتاج، بأدائها الرائع والفريد لفن أعيوع وهو من المواويل التي دأبت النساء القرويات على ترديدها أثناء جمعهن المحصول الزراعي، فرحا به وللترويح عنها، إضافة إلى مختلف الأغاني التي أبدعتها بنفسها وأدتها بشكل فردي او مشترك مع باقي الفنانين المتعامل معهم.

واشتهرت شامة الفنانة العصامية، بلباسها التقليدي الجبلي المتميز، وارتدائها القبعة الجبلية المتعددة الألوان ومنديلها المزركش، وبحركاتها الهادئة فوق الخشبية وهي تؤدي مختلف الأغاني التي اشتهرت بها بما فيها الحوارات الثنائية مع الفنان العروسي التي كانا يجسدان كلماتها غنائيا.

يشار إلى أن شامة شاركت في مسارها الفني، في مهرجانات دولية مختلفة وتظاهرات ثقافية مغربية خاصة للطقطوقة الجبلية بتطوان وتاونات وطنجة وشفشاون، بل شاركت في المسيرة الخضراء وأدت أغاني هناك، بعدما تركت ابنيها الصغيرين بدوار الروف حيث ولدت وتزوجت في عمر 14 سنة، قبل أن تترمل بعد 4 سنوات فقط.

آخر الأخبار