بين المعطي "مون جيبي" و"حمزة مون بيبي".. "مناضل" من ورق يرقد على مليارين تحصلها من الخارج

ما خفي في جعبة المعطي منجب أو "المعطي مون جيبي" أكبر مما يعتمل في قضية "حمزة مون بيبي" التي شغلت القاصي والداني في المغرب، إذ تفيد وثيقة تحصلت عليها "الجريدة 24" بأن قضية "مون جيبي" تختزن الكثير من التفاصيل المذهلة وأهمها أن "المؤرخ" يرقد على ثروة "عقارية" تتعدى 20 مليون درهما (مليارا سنتيم)، وهي أموال أغلبها مجسد في أصول عقارية يلهث كل من يطلع على الوثيقة وهو يحصيها.
المعطي منجب، الذي يسوق نفسه مناضلا وحقوقيا شرسا في العالم الافتراضي وهو يستقوي بـ"آمنستي" ومن على شاكلتها للنيل من المغرب، لا يمت بصلة إلى حقيقته الحقة، فما يظهر هو قمة جبل جليدي عائم، أما ما خفي فهو أعظم من أن تحصره الوثيقة التي تحصي ممتلكات "المؤرخ" المسجلة والمحفظة تحت أرقام من السهل التحقق من مصداقيتها.
وإذ تكشف الوثيقة الوجه البشع لـ"مناضل من ورق" لا يكل ولا يمل من تصريف أموال أجنبية يتلقاها من الخارج وتجميدها في أصول عقارية، فإن مجاورة مؤسّس ومدير مركز ابن رشد، للدراسات والتواصل في الرباط، جعل رياحا محملة بالأموال تهب على شقيقته فاطمة منجب التي بدورها راكمت ثروة تقدر بـ15 مليون درهما (1,5 مليار سنتيم) كيف لا؟ إذ على منوال "من جاور السعيد يسعد" أصبحت الشقيقة ثرية بدورها بفعل صفتها كشريكة في شركة "ابن رشد" المحدودة المسؤولية (SARL).
لعل الثروة التي تحصل عليها المعطي منجب، دون الحديث عن شقيقته، ناجمة عن عمله الأكاديمي..بالطبع. لا فحتى وإن كان للمعطي منجب قوة خرق الأرض وبلوغ طول الجبال، ما كان ليلملم كل هذه الملايين، وبحسبة بسيطة يبدو الفرق شاسعا بين واقع الحال والمحال، كما تنكشف الحقيقة ساطعة.. ومن بعض تفاصيلها أن الرجل قرر سلك طريق محفوف بمنح مالية يتلقاها من جهات مانحة نظير "أعمال" ظاهرها لا ينم عن الشر المتغلغل فيها.
ولن يستعصى الفهم أن المعطي منجب، لا يستطيع أن يبرر كيف تحصل على الثروة، وهو الذي ظل يلتحف رداء العفاف والكفاف كلما أراد اقتياد "قطيع" من المغرر بهم من أجل تحقيق مراميه ومرامي من يدفعون للمؤرخ.. كما أنه لن يستطيع أيضا تبرير مراكمته لهذه الثروة للبعض الجهات المانحة التي كان مبلغ همها صرف منح مالية لـ"مركز ابن رشد، للدراسات والتواصل"، وقد أغراها بأنه جهبذ زمانه الذي لن يجود بمثله إلا بعد حين.
وإن لاح السبب فوداعا للعجب مع المعطي "مون جيبي"، فالرجل الذي آثر على نفسه مغادرة البلاد لأنه قرر النضال من الداخل كما يدعي، لم يجد مناصا له من البقاء ها هنا، ما دام لم يستطع تصريف ممتلكاته العقارية المتناثرة بين الهرهورة وبنسليمان وحي أكدال الراقي في الرباط وأماكن أخرى، وجعلها سائلة رغبة في تهريبها نحو الخارج ومن ثمة مغادرة البلاد و"التقلاز" للعباد.
الرجل الآن بين المطرقة والسندان، والقادم من الأيام سيفضح الكثير مما خبَّأه الزمان.. فلا الإضراب عن الطعام ينفع ولا "آمنستي" قادرة عن حجب شمس الحقيقة الساطعة..