بدلا من طائرة وطنية ومستشفى جزائري.. عبد المجيد تبون يستنجد بطائرة فرنسية لنقله للعلاج من "كورونا" في ألمانيا

هشام رماح
فيما تفاقم الوضع الصحي للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ما استدعى نقله على عجل نحو مدينة "بون" الألمانية لتلقي العلاجات الضرورية بعدما ألمت به فيروس "كورونا" المستجد، فإن طائرة تابعة للشركة الفرنسية "Airlec Air Espace" هي التي تكفلت بنقل ساكن المرادية وحطت به على الساعة التاسعة ليلا بمطار " Konrad-Adenauer" وليس طائرة تابعة للخطوط الجزائرية.
وبدلا من الاستعانة بطائرة من الأسطول الوطني، هرعت الطائرة الفرنسية لنقل الرئيس الجزائري، منطلقة من مطار "بوردو" لتحط حوالي الساعة الرابعة عصرا بتوقيت الجزائر، في المطار العسكري "بوفاريك" غير بعيد عن العاصمة الجزائر، قبل أن تطير مجددا دقائق قليلة بعد ذلك، محملة بالرئيس وعدة أجهزة تنفس ومعدات طبية ضرورية لعلاج المصابين بفيروس "كورونا" المستجد.
ويبعث الاعتماد على طائرة فرنسية، إشارات غير مطمئنة من النظام الجزائري، رغم أن مجموعة الربط الجوي الوزاري "GLAM"، في الجزائر تتوفر على طائرات طبية جد متطورة ومجهزة بأحدث المعدات الصحية، وهي التي كانت واحدة منها تكفلت بنقل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، للعلاج في وقت سابق بفرنسا.
وتستبد الريبة بالشعب الجزائري جراء التكتم الشديد الذي يلف حقيقة مرض عبد المجيد تبون، رغم أن محيط الرئاسة والإعلام الموالي للنظام يبذل جهوده لتصوير النقل المفاجيء للرئيس نحو ألمانيا على أنه إجراء صحي بسيط واعتيادي، يروم تعميق الاختبارات والكشوفات التي خضع لها ساكن المرادية الذي انتقلت إليه العدوى من نجله خالد تبون.
وأعلن في البدء عن إخضاع الرئيس الجزائري لحجر صحي لمدة 5 أيام، كان مفترضا انقضاؤها في 30 أكتوبر الجاري، لكن الحالة الصحية تأزمت بشكل تعذر معه علاج الرئيس في بلاده، واللجوء إلى مستشفيات الألمان للتداوي والحصول على عناية طبية تفتقرها بلاده، التي تبجح في عز جائحة "كورونا" بأنه الأقدر إفريقيا على مجابهتها.
اللافت، أن تفاقم الوضع الصحي للرئيس الجزائري يأتي في ظرفية عصيبة، تتميز بالتحضير للاستفتاء الدستوري المرتقب يوم الأحد المقبل الموافق لفاتح نونبر 2020، وهو المحطة التشريعية التي حاول عبد المجيد تبون، مدفوعا بالعسكر اللعب بها كورقة لكبح جماح الحرا الذي تموج به البلاد منذ عهد الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة تحت شعار "يتنحاو كاع" من أجل اجتثاث رموز النظام القديم ومن بينهم الرئيس والجنرال السعيد شنقريحة الماسك الفعلي بزمام الحكم في بلد المليون شهيد.