مصادر صحية: الوضع الوبائي بالبيضاء تعدى "المنطقة الحمراء"

كشفت مصادر صحية متطابقة للجريدة24 أن الوضع الصحي بجهة الدار البيضاء تعدى "المنطقة الحمراء" لدرجة أن الأمر أصبح عاديا بالنسبة للأطقم الطبية وحتى بالنسبة للمواطنين الذين أضحوا معتقدين أن الفيروس يمكن التعايش و"يسخرون من خطورته".
وأفادت أن المركز الإستشفائي الجامعي على سبيل المثال لم يعد قادرا على توفير أماكن للحالات الخطيرة التي تتطلب الإنعاش، وعناية خاصة، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع في عدد الوفيات، موضحا "عندما يرتفع عدد المصابين يؤثر ذلك على وضعية الحالات المستعصية، كما هو الشأن بالنسبة للوفيات، التي ترتفع كلما ارتفع عدد المصابين".
وعلى هذا الصعيد نبه المصدر ذاته إلى أن معدل سن الوفيات لم يعد محدودا في سبعين سنة كما كان عليه في السابق وإنما انخفض إلى 50 سنة مشيرا أن هناك شبابا في الثلاثينيات أو أقل ضمن الوفيات.
ومن جهة أخرى أكد أن المنظومة الصحية في ظل وباء كوفيد لا يمكنها استيعاب عدد المصابين، ففي الوقت الذي كانت فيه الطاقة الإستيعابية للمستشفيات لا تصل إلى 50 بالمئة في الأيام العادية، بحسب الأرقام التي تكشف عنها مديرية السكان، أضحت اليوم تتحمل وضعا يفوق قدرتها.
ومن بين الأسباب أيضا التي رفعت من الضغط الحاصل على المراكز الإستشفائية توافد الناس بأعداد كبيرة حتى من لم تظهر عليهم أعراض خطيرة، وذلك بسبب تعرضهم لصدمة ناتجة عن وفاة أحد أقاربهم بالفيروس، فتراهم يتوافدون على المستشفى خوفا من تكرار تجربة الوفاة المؤلمة.
بالمقابل عزى المتحدث هذه الوضعية الوبائية المضطربة بالجهة لتراخي المواطنين، إذ "نلاحظ أن بعض الأشخاص عندما يصابون ويتماثلون للشفاء دون أن يعانوا من أعراض سريرية، يحعلهم ذلك أكثر تفاؤلا واستسهالا للمرض، وبالتالي يعتقدون أن الفيروس يمكن التعايش معه وهذا أمر غير صائب يؤثر على الوعي الجماعي بخطورة المرض".
وختم المتحدث قائلا "من خلال مراقبتنا للوضع خلصنا إلى أن المشكل لم يعد منحصرا فقط بمرحلة البؤر العائلية والمهنية وإنما وصلنا مرحلة انتشار الفيروس في كل مكان وبالقرب من الجميع".