الجدار الرملي.. مفخرة المغرب العسكرية و قاهر مرتزقة البوليساريو

الكاتب : الجريدة24

16 نوفمبر 2020 - 06:00
الخط :

الجدار الرملي أنشأته القوات المسلحة الملكية بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني لإحكام المراقبة وضبط الحدود الجنوبية الشرقية، وتم إقراره كمنطقة عازلة في عهد الملك محمد السادس كمبادرة حسن نية ومقدمة للمبادرة المغربية بشأن التفاوض من أجل الحكم الذاتي.

وكان له دور حاسم في دفع البوليساريو نحو تندوف..وهو عبارة عن حاجز عسكري  يتشكل من مجموعة من القواعد العسكرية الصغيرة القائمة الذات و المجهزة بأحدث التقنيات الخاصة بالمراقبة والاتصال والتنصت، وهو يتوفر على أحدث العتاد الحربي من مدافع ثقيلة المدى ودبابات و دروع.

جاءت فكرة إنشاء الجدار الأمني المغربي مباشرة قبل معارك جبال الوركزيز العنيفة و بعد معركة بئر إنزران.

لقد جمع الملك الراحل الحسن الثاني في أكادير كبار القادة العسكريين و الأمنيين و طلب منهم جميعا التفكير في خطة دفاعية جديدة، أولاً لتأمين إقليم الصحراء المغربية و ثانيا  لردع  ميليشيات البوليساريو و ثالثا لدفعهم إلى طاولة المفاوضات من أجل حل سلمي عادل و مقبول بينه و بين المغرب.

و قد إستشار الملك الراحل صديقه  الجنرال الأمريكي  ڤرنون والترز (Vernon A.Walters) في هذه الفكرة التي كانت تراوده منذ  سنة 1978 قصد تشييد حائط أمني بين المغرب و الجزائر ، حائط يختلف عن التجارب العسكرية الماضية التي عرفتها بعض الحروب في العالم كخط ماجينو بفرنسا و خط موريس بالجزائر و حائط بارليڤ في سيناء بمصر و العمل على تفادي الأخطاء السابقة ،وقد اختلفت الروايات عن صاحب فكرة الحائط أو الجدار.

و لكن الأكيد أن المقاوم محمد البشير الفجيجي الذي كان عضواً في اللجنة الرابعة التي كان يقودها الشهيد محمد الزرقطوني كان هو صاحب الفكرة الأساس ، حيث قال للحسن الثاني: نحن في فجيح ،عندما نريد المحافظة على النخلة فإننا نقوم بتحويطها بالرمل حتى لا تسقطها السيول الجارفة.

متى تم الشروع في انجاز هذا الجدار؟

بدأ المغرب في  بناء هذا الجدار الأمني سنة 1980 إلى غاية سنة 1987 ، عرضه من 50  متر إلى 100 متر في بعض الأماكن ، علوه من 6 أمتار إلى 12 متر، ويمتد من قاعدة آسا الزاك إلى الحدود الموريطانية، أما طوله إجمالا فيقدر بحوالي  2720 كلم .

بالنسبة لكلفته فتقدر بملايير الدراهم. و يعتبر بمثابة منطقة عسكرية حساسة محرمة على المدنيين. شيد هذا الجدار لتأكيد مغربية الصحراء ولردع هجومات ميليشيا البوليساريو المتكررة على الإقليم.

و يحرس هذا الجدار الأمني أكثر من135 ألف جندي مغربي، الأمر الذي كان عاملاً حاسماً في دفع الإنفصاليين بالتراجع نحو تندوف الجزائرية و قبول وقف إطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة سنة 1991، و تغيير مسار الحرب في المنطقة .تجدر الإشارة إلى أن بعض تخومه تبقى  كمنطقة عازلة لفك قواعد الإشتباك بين المتحاربيين في شرق الجدار الأمني، تيفاريتي وهي المنطقة التي قامت البوليساريو ببسط نفوذها عليها

الخصائص التقنية و العسكرية

يتوفر هذا الجدار على عدة أنظمة متطورة  يمكن إجمالها في الآتي فهناك، أنظمة الإنذار المبكر لردع كل هجوم مفاجئ حيث قام الجيش الملكي المغربي بنصب أنظمة مراقبة متطورة كأنظمة إنذار و ردارات من نوع راسورا (rasura) و أن/ب ب س-15 (AN/PPS-15).

كما تم تجهيز هذا الجدار بأنواع من الأسلحة المتطورة  حيث أقام الجيش المغربي سلسلة من البطاريات و الراجمات و المدافع من نوع 120م، إضافةً لراجمات الصواريخ قصيرة و الطويلة المدى ،كما زرع مئات الآلاف من الألغام الأرضية المضادة للدبابات و الدروع و الألغام  المضادة للجنود(3 ملايين لغم، رقم يسوقه البوليساريو لتشويه المغرب في المحافل الدولية).

كما تم نشر عدد من وحدات الجيش المختلفة فهناك الآلاف من الوحدات المدفعية التابعة للقوات البرية إضافةً إلى الهندسة العسكرية المكلفة بالدفاع عن الحائط الأمني، أهمها الفيلق الأول للمدرعات الميكانيكية B.I.M، وتساعده في ذالك الوحدة المدفعية R.I.M، وكذالك كتائب للدبابات GEB المزودة بدبابات من نوع م-48أس (M48AS) و م60أ3 (M60A3)، س-ك 105 (SK 105) و م.ل206090 AML 206090) وأخيراً أم-إكس10رس (AMX10RC)  و في الأخير نجد كذالك وحدات مدفعية مجهزة بمدافع م110 (M110).

إضافة إلى هذه الوحدات البرية التي يتوفر الجدار الرملي على أسلحة متطورة و تكنولوجيا المعلوميات الحديثة و طائرات مروحية من نوع شنوك س-ه-47 (CH-47 CHINOOK) و أ-ب-205 (205AB) المختصة في نقل المظليين و الكوموندوس و طائرات هجومية من نوع ميراج ف1 (1MIRAGE F) الفرنسية و ف16 (16F) الأمريكية.

أهم النتائج التي ترتب عنها إنشاء الجدار

يلاحظ أن كل هذه الوحدات البرية و الجوية هي في حالة إستنفار دائم  في السيطرة و مراقبة أكثر من ثلثي الأراضي من تراب الأقاليم الجنوبية المسترجعة .

كما أتاح له صد كل الهجومات المنظمة من طرف البوليساريو. إن الحائط الأمني المغربي لإنجاز فريد في العالم ، و منتوج مغربي مائة في المائة.

آخر الأخبار