مكاسب المغرب في مرحلة ما بعد الكركرات

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

18 نوفمبر 2020 - 03:30
الخط :

بلغ انزعاج العسكراتية الجزائرية ومليشياتها المتمثلة في جبهة تندوف الانفصالية مداه بعد واقعة الكركرات واستعادتها من قبل المغرب كاملة وإحكام السيطرة عليها، عقب طرد بلطجية الانفصاليين الذين قطعوا ومنعوا الحركة التجارية والمدنية بها لثلاثة أسابيع.

خالد يايموت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بنعبد الله، اعتبر أنه بعد واقعة الكركرات، عرفت قضية الصحراء المغربية "تحولا استراتيجيا، يمكن وسمه بمرحلة "ما بعد الكركرات"".

وشدد خالد يايموت أن "المغرب أضاف في وقت قياسي انجاز تاريخي أخر دون أن يثير حفيظة الأمم المتحدة، هذا الحدث هو استعادة منطقة الكركرات كاملة؛ وبالتالي إدارة مباشرة للحدود مع جارتنا مورتانيا".

ولفت الاستاذ الجامعي الى أن "السياق الدولي، والإقليمي ساعد المغرب على احداث وضع جديد متعلق بالقضية في بعدها الدولي".
وأوضح المتحدث أن هذا التحول تمثل في "احداث وضع قانوني جديد انطلاقا من تعامل الأمم المتحدة مع قضية القنصليات"، إذ "صدمت الجزائر ومليشيات البوليساريو، من تحول سلوك الأمم المتحدة، واعتبار قضية فتح القنصليات قانوني أي لا يتعارض والقانون الدولي؛ وبما أن القنصليات تعددت، وتكرر الفعل الدبلوماسي القانوني الدولي، دون اي تدخل أممي، فإن الشرعية القانونية التامة طبقا لقواعد القانون الدولي العام، منحت للمغرب باعتبار الأقاليم الجنوبية جزء لا يتجزء من ترابه الوطني"، يضيف يايموت.
وتابع خالد يايموت أن "فتح القنصليات يعد أكبر نجاح للمغرب منذ 1991، إذا ما نظرنا للقضية من زاوية القانون الدولي العام".
وأبرز أستاذ القانون العام ان واقعة الكركرات احدثت تحولا جذريا، أيضا، على مستوى حدود المغرب مع الجمهورية الاسلامية الموريتانية.
هذا التحول، حسب يايموت تمثل في "استعادة الكركرات بالكامل، والذي يأتي في ظل تحول وسياق دولي واقليمي، ينتصر للمغرب في وجه الجيش الجزائري وميليشياته البوليساريو؛ وهو ما يعني منع الجزائر من محاصرة المغرب جنوبا، سواء على المستوى البري، او البحري عبر الوصول للمحيط الأطلسي".
كما ان التحرك المغربي، يقول الاستاذ الجامعي نفسه، يوضح العلاقة مع الجارة موريتانيا، والتي انزعجت من غلق المعبر، وتواصل وزير خارجيتها مع الجزائر والبوليساريو لفتحه، لكن بدون نتيجة.

وختم المتحدث بالقول إن "السياق الدولي والإقليمي الحالي ساعدا المغرب في شهور قليلة على كسب مساحة كبيرة جدا، لم يربحها طيلة 30 سنة من الجهد المضني والشاق، وذلك بعدما تعامل (المغرب) بحكمته وتبصره، مع التحرشات شبه العسكرية لميليشيات البوليزاريو بما يتوافق وتلك التحولات الدولية والاقليمية؛ مما زاد من عزل الجيش الجزائري ومليشياته في أرض المعركة، وفي المؤسسات الدولية ذات الصلة بقضية الصحراء المغربية".

آخر الأخبار