فرقة أحد العسكرية التي أجهضت مشروع تكوين جمهورية وهمية بواد الذهب

الكاتب : الجريدة24

20 نوفمبر 2020 - 01:30
الخط :

يذكر التاريخ العسكري المغربي خلال حرب الصحراء، صمود 300 مقاتل الذين كانوا بثكنة بئر انزران التي ستستنجد بالفرقة السادسة التي كان يترأسها الغجدامي وهي عبارة عن فرقة المدفعية المتحركة حيث قامت بعملية التفافية سريعة وخاطفة وقامت بمحاصرة المهاجمين من الخلف واستطاع الغجدامي محاصرة المهاجمين والقضاء على العديد منهم.

الملك الراحل الحسن الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان الحرب سيطلق على هذه الفرقة التي يرأسها الغجدامي فرقة أحد تيمنا بغزوة أحد التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم.

حيث استطاعت هده الفرقة أن تضيف انجازا باهرا للعلم العسكري وللنظريات العسكرية. كما أضافت العديد من التكتيكات العسكرية التي أصبحت تدرس في كافة الكليات الحربية.

وبفضل فرقة أحد أيضا استطاع المغرب ان يؤمن عملية بناء الجدار الأمني على طول الحدود المغربية الجزائرية وأجهضت هذه الفرقة مشروع تكوين جمهورية وهمية بإقليم واد الذهب.

أطلق اسم بئر انزران اسم هذه المعركة على العديد من الشوارع الرئيسية بالمملكة احتفاء بذلك النصر في تلك الملحمة الكبيرة.

ثكنة بئر انزران كان يتناوب على حماتيها كل من وحدة الزلاقة بقيادة الكولونيل بنعثمان ووحدة أحد بقيادة الكولونيل الغجدامي وتحت القيادة المباشرة للجنرال عبروق الذي كان حينها قائدا للمنطقة الجنوبية.

حين وقوع الهجوم الأول كان لوحدة  أحد دور كبير في وقف زحف مقاتلي البوليساريو واستطاعت الصمود أمام 3000 مقاتل.

لعبت المعلومات الدقيقة التي كانت بحوزة الاستخبارات العسكرية في إجهاض خطة بومدين ومشروع القدافي الذي كان يهدف إلى إحلال مرتزقة البوليساريو محل الجيش الموريتاني ومن ثمة إعلان الجمهورية الوهمية بالداخلة، حيث توصلت الاستخبارات العسكرية المغربية بقيادة الجنرال الدليمي في تلك الفترة بمعلومات حول محاولة القدافي والجزائر  استقطاب ضباط موريتانيين من طرف المخابرات الجزائرية التي كان يقودها الكولونيل قاصد مرباح.

وكان الجيش المغربي متيقظا ومتنبها لهذا المشروع فمباشرة بعد الانقلاب في موريتانيا وانسحاب جيشها من تيرس الغربية - واد الذهب حاليا- قام أعيان هذه المنطقة بإعلان ولائهم وبيعتهم للملك  الراحل الحسن الثاني. الذي امر بدوره بالقيام بعملية سريعة واستباقية لإجهاض مخطط بومدين القذافي وقد كانت هذه المعركة فاصلة بين المغرب والجزائر وليبيا آخر مسمار في نعش الجمهورية الوهمية.

لما تجمعت المعلومات الكافية حول التحضير لانقلاب عسكري بموريتانيا تحضيرا للمخطط بومدين القدافي في الصحراء قام الجيش الملكي المغربي بإفراغ سكان منطقة بئر انزران البالغ تعدادهم في تلك الفترة 2000 نسمة عبر الطيران الحربي.

وتمت عملية الإفراغ في جنح الليل وتم نقلهم إلى مدينة الداخلة التي ضمها المغرب بعد انسحاب الموريتانيين منها وقد تم نقل هؤلاء رفقة ماشيتهم وكلابهم وقططهم وإبلهم في الطائرات العسكرية.

ورغم ضراوة المعارك التي عرفتها منطقة بئر انزران فانه لم يسجل سقوط ولو ضحية واحد في صفوف المدنيين بسبب هذا التحرك الاستباقي للجيش المغربي الذي جنب مدنيي المنطقة مجزرة رهيبة أعدها لهم مرتزقة البوليساريو. وينحدر ساكنة هذه المنطقة من قبيلة أولاد دليم.

الكولونيل الغجدامي كان له  دور أيضا في عدد من معارك الصحراء حيث كانت لفرقته السادسة المتحركة أحد ادوارا طلائعية في عمليات عسكرية أخرى في الوركزيز والكلتة والحكونية والجديرية والسمارة إلى جانب معارك تأمين بناء الجدار الأمني الذي شيد تحت نيران قصف مرتزقة البوليساريو.

وقد لعب الغجدامي دورا بارز في تنقية جبال الوركزيز من مرتزقة البوليساريو التي نشرت فيها صواريخ صام 6 وصام7 الروسية كما أمن مدينة العيون والسمارة وبوجدور وأمن كافة المناطق الصحراوية المسترجعة ويرجع له الفضل في إدخال نظريات عسكرية جديدة لحروب الرمال.

الغجدامي استطاع  أن يكيف جيش نظامي تقليدي ليواجه ويجهض مخططات مليشيا مسلحة تعتمد على حرب العصابات وعلى نظرية اضرب واهرب والكر والفر ، فالوحدة السادسة المتحركة التي كان يقودها الغجدامي كانت تتوزع كذلك على مجموعات صغيرة وتجتمع في وحدة كبيرة.

التكتيك الثاني الذي أدخله الغجدامي في حربه ضد مرتزقة البوليساريو،  أجاب عن إشكالية جيش بدون عتاد عسكري متطور وتهييئه ليواجه ترسانة عسكرية روسية حديثة حيث كانت عناصر البوليساريو تضرب جميع طرق التموين للوحدات المغربية التي كانت تفد للصحراء.

لكن الغجدامي استطاع أن يؤمن هذه الطرق وخاصة طرق التموين للوحدات كما مكن الطائرات العسكرية من الهبوط والانطلاق من مطار العيون  بدلا من انطلاقها من القاعدة العسكرية الجوية مكناس والقنيطرة. وهذا التأمين مكن القوات المسلحة الملكية من توفير مليون سنتيم لكل رحلة مصاريف وقود طائرات F5 و ميراج 17 التي كانت تستعمل وقود الكيروزين.

وقد قامت خطة الغجدامي لتأمين هذه المناطق على بناء جدارات أمنية خارج المدن المستهدفة على مدى 40 كلمتر ولم يعد متسللو البوليساريو يجدون بدا لرمي قاذفاتهم سوى إصابتها في رمال الصحراء دون أن تشكل خطورة على ساكنتها حيث كانت القذائف التي يتوفرون عليها يصل مداها إلى 30 كلمتر  في حين فرض عليهم الغجدامي الابتعاد بأكثر من 40 كلمتر.

كانت لوحدة الهندسة العسكرية دورا فعالا في تشييد الجدار الأمني الفاصل ما بين المغرب والجزائر وكانت عملية التشييد تتعرض لعمليات عسكرية سريعة ومباغتة لعناصر البوليساريو.

لكن فرقة أحد التي كان على رأسها الغجدامي استطاعت أن تضع حدا لتلك التحرشات وتفسح الطريق لوحدة الهندسة بإتمام أشغالها وإجبار مرتزقة البوليساريو على الابتعاد وبالتالي تأمين كافة المدن  الصحراوية المسترجعة.

آخر الأخبار