طنجة تستفيق على وقع انتحار طبيبة وقنصل فرنسا

الكاتب : الجريدة24

19 نوفمبر 2020 - 03:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

يثير ارتفاع عدد الانتحارات المسجلة بالمغرب خلال الشهور الأخيرة، مخاوف الجميع وتساؤلات مشروعة حول زحف هذه الظاهرة على كل الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية، بشكل يوجب الدراسة والتدخل لوقف نزيف الانتحارات.

صباح اليوم استفاقت مدينة طنجة لوحدها على فاجعتين لانتحار ضحيتين غير عاديتين مفروض أن يكونا محصنين نفسيا ضد كل هزة يمكن أن تعصف بأرواحهم، مما يؤكد أن الانتحار لم يعد محصورا في صفوف طبقات اجتماعية هشة قد تدفعها ظروفها لشنق النفس أو تناول مواد سامة أو رمي النفس من طبقات أعلى.

القنصل الفرنسي بطنجة واحد من ضحيتي انتحار هذا اليوم، وجد جثة هامدة معلقة في مقر إقامته، ما استنفر كل المصالح وزاد من حيرة الجميع حول الأسباب التي قد تكون دفعته للانتحار، وهو الدبلوماسي المسؤول والمرتاح وظيفيا واجتماعيا الذي قد تكون حياته خالية من دوافع قد نراها سببا لإقدام الأشخاص من الجنسين، على الانتحار بطرق تختلف باختلاف الحالات.

ولم يكن القنصل ضحية الانتحار الوحيد بطنجة،  حتى طبيبة في عقدها الرابع رمت بنفسها من عمارة سكنية بمجمع عايدة فيلاج، قبل وفاتها بطريقة مأساوية ما أحد توقعها ولا خطرت ببال أحد، بعدما أقدمت على هذا الفعل الذي زعزع زملاءها وزميلاتها كما عائلتها ومعارفها والرأي العام المصدوم لانتحار طبيبة مفروض أن تكون مستقرة اجتماعيا ومهنيا ونفسيا.

الطبيبة ليست أول ضحايا الانتحار من هذا القطاع، فقد سبقها لذلك زميلاها الطبيبين اللذين لم يكملا دراستهما بكلية الطب بفاس، بينهما طبيبة بفاس وزميلها بالبهاليل ناحية صفرو، مما يعني أن الظاهرة باتت تزحف تدريجيا حتى على الطبقات الاجتماعية المستقرة ماديا ونفسيا، ما يفرض إيلاء الظاهرة الاهتمام اللازم تلافيا لمزيد حصد الظاهرة لأرواح أخرى إضافية.

والمثير أن الانتحار لم يعد حكرا على الشباب، بل يحصد حتى الشيوخ وأطفال من الجنسين، ويستشري في مناطق مغربية مختلفة وبنسبة أكبر في مناطق شمالية خاصة في تاونات والشاون ووزان وطنجة وتطوان ومحيطها حيث سجلت معدلات كبيرة زادت منذ بداية انتشار فيروس كورونا حيث سجلت أرقام غير مسبوقة فاقت إلى حين عدد وفيات المصابين بهذا الفيروس الفتاك.

نحتاج اليوم قبل اي وقت مضى، إلى وقفة تأمل ودراسة وتبحث تنقب عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ارتفاع معدلات الانتحار، لحصرها والبحث عن طرق أنجع لتجاوزها إنقاذا لأرواح قد تزيد أرقام المنتحرين هولا ما لم تتدخل بالحزم والجدية اللازمين لوقف النزيف.

آخر الأخبار