لماذا تغيرت لغة النظام الجزائري بعد تدخل الجيش المغربي بالكركرات؟

لم تعد الجزائر تخفي وجهها وراء الستار بخصوص قضية الصحراء، ومدى دعمها المادي واللوجيستي للجبهة الانفصالية البوليساريو من أجل الاعتداء على الوحدة الترابية للمملكة واستقرارها، بعدما كانت تدعي، بخطاب تمويهي منذ بداية نزاع الصحراء، نهاية سبعينيات القرن الماضي، أنها "ليست طرفا في نزاع الصحراء، ولا اطماع لها في الاقليم، وأنها فقط تدعم الصحراويين في المطالبة بحقهم في تقرير المصير".
وتغيرت لهجة ولغة النظام العسكري الجزائري جذريا بعد ال 13 من نونبر الجاري، أي يوم تدخل الجيش المغربي بشكل سلمي لطرج بلجة ومليشيات البوليساريو من معبر الكركرات، الذين حاصره ومنعوا الحركة التجارية والمدنية طيلة ثلاثة أسابيع أمام أعين المنتظم الدولي، ولاسيما بعثة المينورسو.
"الجزائر كانت تغط في سبات عميق، واستفاقت بعد 13 نونبر مصدومة، ولم يتحدد بعد تجاه بوصلتها"، وفق تعبير مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الناشط السياسي والحقوقي، الذي كان قياديا بالجبهة الانفصالية قبل أن يقرر العودة حينما تفطن لوهمية الشعارات التي ترفعها هذا "التنظيم".
وأوضح مصطفى سلمى أنه "بعد 13 نونبر 2020، تغيرت لغة الجزائر، وصار ساستها يقولون أنه لا حل لقضية الصحراء دون الجزائر، وأن القضية الصحراوية تمثل قضية سيادية للجزائر تتعلق بعمقها الامني الاستراتيجي".
وأشار المصدر إلى أن الذي غير من لغة الجزائر هو أنها استاقت مصدومة بعد 13 نونبر، حينما أدركت أن ريح البحر الساحلية لم تعد تحمل معها ذرات بخار ماء المحيط عندما تهب ريحا غربية على الجزائر، بسبب استكمال المغرب لحزامه الدفاعي ليشمل الكليمترات التي كانت تفصله عن الحدود الموريتانية، بعدما كان المغرب يحوز الصحراء النافعة بحزامه الدفاعي من قبل وكان يحوز الكركرات وما بعدها، بعد ان فتح بها ثغرة للعبور الى الموريتانيا سنة 2003 ثم معبر دولي يربط اوروبا بافريقيا.