محمد دحو.. إعلامي جزائري بجبة عسكرية في حرب افتراضية بانتصارات وهمية

الكاتب : الجريدة24

24 نوفمبر 2020 - 10:00
الخط :

هشام رماح

لا يملك المرء إلا أن يرثي حال بعض الإعلاميين الجزائريين، مثل محمد دحو، الذي يشتغل في قناة "الجزيرة مباشر" فهذا الإمَّعة لم ينل شرف التشبع بأخلاقيات المهنة في هذه المؤسسة وظل حبيس الجبة التي ألبسه إياها الجنرالات، ويا له من رداء العار ما يضع على أكتافه.

دحو، الذي وجد في "تويتر" ساحة ينفث منها سمومه راح يتحدث عن المغرب ملء شدقيه، بعدما يشرب الكأس حتى الثمالة، لينضح بما فيه من بغض تجاه بلد لم يكن إلا سندا لجارته الشرقية، قبل أن يتنطع حكامها ويحاولون تجاوز الخطوط الحمراء فصدهم وأعادهم إلى حجمهم الطبيعي، وفي التاريخ عبر تتخلل محطات بارزة تؤكد ودحو ليس بحاجة لمن يلفت انتباهه إليها لأنه يخبرها جيدا.

إن حرائر الجزائر وأحرارها في بلد المليون شهيد، من عامة الشعب بلغوا رسائل قمة في الإخاء والمحبة للمغاربة بعدما هبت عناصر من جيش المملكة الباسل وطردت الجرذان بلا غير رجعة من منطقة الكركرات منهية في جولة بسيطة بالمنطقة أسطورة قندهار الصحراء، لكن أزلام النظام العسكري مثل أمثال محمد دحو لم يخجلوا أن يغردوا خارج السرب وما لهم أن يخجلوا وهم خدام عند أقدام العسكر.

المسألة بسيطة يا محمد  دحو، فقد اتقدت جذوة "بوليساريو" بنفخات من اللواءات التي لم تخض يوما حربا في ساحات الوغى وظلت حبيسة المكاتب المكيفة، وإذ التزم المغرب ضبط النفس أمام النعرة التي أصابت العسكر والانفصاليين على حد السواء، زاد اعتقادهم أنه يهابهم، لكنه كان يعد لهم فصول مسرحية تراجيدية بنفحات كوميدية جعلت العالم كله يعرف من هم قطاع "بوليساريو" ومن هو النظام الجزائري الذي يمولهم، ليجد بعد ذلك نفسه معزولا منبوذا مثل الأجرب.

وإذ انقلب السحر على الساحر في قضية الكركرات، وباء بالخيبة السعيد الشنقريحة صاحب أقوى جيش في المنطقة كما يدعي، وإبراهيم غالي الذي يقود "المغاوير الأشاوس"، فلا عزاء للحاقدين لأن المغرب وكما لا يستسيغ أمثال دحو أن يدركوا لا يزال في صحرائه والصحراء لا تزال في مغربها وستظل كذلك إلى الأبد.

يا محمد يا دحو، يا أيها الصحفي الجهبذ الذي خابت قناة الجزيرة كمؤسسة إعلامية رائدة في تلقينه أصول مهنة تنتصر للحياد وتذوب معها الحروب الرخيصة التي يشنها عبر "تويتر" بسبب الحقد الذي يعتمل، نذكرك أن ما يقع على الأرض ليس ما يتهيأ لك وما تسوق له في العالم الافتراضي.. ولك أن تنزل إلى الأرض وترى بأم عينيك ما يقع عند التخوم.

في أرض المعركة الحقيقية لن تجد غير الأبطال الأشاوس الذين جعلوا "مغاوير" إبراهيم غالي والشنقريحة المندسين معهم يولون الأدبار، ويهرولون بلا رجعة هناك بعيدا في قلب صحراء بلادك التي تبقى عزيزة على المغاربة ويذرفون عليها الدمع الهتون وهي بين قبضة الأنذال.. حينها ستدرك أنه شتان بين العالم الافتراضي والواقعي.. ونحن نترك لك الافتراضي لتعبر عن ما شحنك به أسيادك.. إنه لك كاملا بلا نقصان.. بالصحة والعافية.

آخر الأخبار