لماذا خلت لائحة الباحثين المؤثرين العرب من أي مغربي؟

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

25 نوفمبر 2020 - 11:00
الخط :

أبان التقرير السنوي لمعامل التأثير والاستشهادات المرجعية للمجلات العلمية العربية (ارسيف - Arcif)، عن غياب أي باحث مغربي ضمن قائمة الـ 100 مؤلف وباحث الأكثر تأثيراً في العالم العربي، فيما تبوأ الباحثون الجزائريون صدارة الباحثين العرب الأكثر تأثيرا.

وفسر محمد شقير، الأستاذ الباحث والمحلل السياسي، غياب أي مغربي من قائمة الباحثين العرب الأكثر تأثيرا إلى كون وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب لم تعر هذه المؤسسة ومبادراتها البحثية والعلمية أي أهمية، بخلاف الجزائر التي قامت قيام وزارة التعليم العالي الجزائرية بتخصيص منصة الكترونية لنشر المجلات الاكاديمية والعلمية التي تصدر بالجزائر.

وأضاف شقير في تصريح "للجريدة24" أن عدم تخصيص المغرب لمنصة الكترونية لنشر البحوث العلمية جعل العديد من المجلات التي تصدر بالمغرب، بما فيها تلك الصادرة عن الجامعات بالمغرب سواء باللغة العربية او الفرنسية لا يتم الاطلاع عليها من طرف هذه الهيأة أو الهيئات العربية المتخصصة.

وتابع أن عدم نشر الاعمال العلمية باللغة الانجليزية يجعل مقروئيتها ضئيلة في أغلب الدول العربية التي تنشر الاعمال الاكاديمية باللغتين العربية والانجليزية يسهل توسع انتشارها، لافتا إلى أنه ليس من الغريب الا يتم العثور على عمل علمي او مجلة علمية مغربية ضمن تصنيف هذه الهياة.

وحمل الباحث الجامعي والمحلل السياسي المسؤولية أيضا للسياسة التعليمية في المغرب، التي "لا تضع البحث العلمي، كتصور ومأسسة وتمويل، ضمن أولوياتها".
وأوضح المتحدث أن "أغلب الاعمال التي تناقش اكاديميا لا يتم نشرها من طرف الجامعات المغربية، بالاضافة الى تشتت الجهود العلمية بين هذه الجامعات وعدم تكوين الباحثين وفق مناهج مهنية والاعتراف القانوني بمهنتهم كباحثين عملهم في المختبرات والمعاهد العلمية وليس التدريس والتلقين".
وأشار إلى أنه "عادة ما يتم الخلط بين التدريس والبحث العلمي بدليل عدم وضع سياسة خاصة بانشاء المختبرات والمعاهد العلمية ومراكز البحث العلمي التي تشتغل بشكل مستقل عن الجامعات سواء من الناحية المالية او التنظيمية".
ولفت محمد شقير إلى أن "الكثير من المجلات العلمية المغربية عادة ما تصدر بجهود فردية دون دعم او تمويل من طرف الد ولة او القطاع الخاص مما يؤدي الى عدم استمرارية صدورها".

يذكر أن هذه الهيأة التي تشكلت من طرف مؤسسة المعرفة التي يوجد مقرها بعمان تهدف بالاساس الى ربط الانتاج العلمي العربي بمعايير التي تخضع لها الانتاجات العلمية العالمية خاصة تلك الصادرة ضمن المجلات العلمية.

وصنفت الهيةئ الباحثين الأكثر تأثيرها في العالم العربي بإشراف من خبراء عرب وكذا مؤسسات دولية كاليونسكو والاسكوا، وذلك بوضع معايير خاصة لتصنيف المجلات العلمية العربية ومحتوياتها الاكاديمية من بينها الموضوعية والاستقلالية والشفافية والمصداقية والشمولية، إذ صنفت وفق هذه المعايير 255 مجلة جزائرية علمية من بين 5000 مجلة علمية عربية في سنة 2020، مما بوأ الجزائر ضمن المراتب الاولى عربيا.
واختار تقرير "ارسيف 2020"، "الـ 100 مؤلف وباحث الأكثر تأثيراً واستشهاداً بمؤلفاتهم ينتسبون إلى 13 دولة عربية"، وهم قائمة المؤلفين المستشهد بإنتاجهم العلمي عربياً، البالغ عددهم 17,400 مؤلف، وكانت أعمالهم قد نشرت في 681 مجلة علمية وبحثية استطاعت تجاوز معايير الاعتماد".

وفحصت الفرق العلمية لمعامل "ارسيف ARCIF" الإنتاج العلمي والبحثي لـ  152,000مؤلف عربي، نشرت أعمالهم عبر 306,000 مقالة علمية وبحثية.

وقال رئيس مبادرة "ارسيف" أ. د. سامي الخزندار إن "معامل "ارسيف " كشف النقاب عن حقائق عديدة، على الصعيد العلمي والأكاديمي العربي، ظلت طويلاً طي الغياب، نتيجة لعدم وجدود مؤشرات قياس قادرة على تظهير حقائق الانتاج العلمي العربي".

آخر الأخبار