في سياق القلق والغضب الذي عبر عنه عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي فيبوك عقب الاتفاق الذي جرى بين الرئيس الأمريكي دولاند ترامب، والملك محد السادس بخصوص قضية الصحراء والقضية الفلسطينية، اعتبر عادل بنحمزة، القيادي السابق في حزب الاستقلال، أن
"أي بلد في العالم يوجد في وضعية المغرب سيسعى وهو يمضي في حقل ألغام للبحث عن مصلحته الوطنية مع الوفاء بالتزاماته الإنسانية والقومية والتاريخية بخصوص قضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، دون أن يجعل من الموضوع مجرد مقايضة فجة يتم تقديمها في إطار "بوليميك" متجاوز لا يقدم ولا يؤخر".
ولفت بنحمزة إلى أن الجميع يعلم أن المغرب يتم إبتزازه منذ سنوات بموضوع وحدته الترابية، هذا الابتزاز جمع الأصدقاء والخصوم.
وبمقابل ذلك، شدد عادل بنحمزة على أن "اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية في شخص رئيسها دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء المغربية وفتح قنصلية بمدينة الداخلة، يمثل مكسبا تاريخيا مهما بالنسبة لقضية الوحدة الترابية".
ورغم أن الموقف الامريكي "لا يغير وضعية الإقليم أمام القانون الدولي، يقول بنحمزة، لكن كسب المغرب للموقف الأمريكي سيكون له أثر بالغ، باعتبار أن الولايات المتحدة هي أحد أهم أعضاء أصدقاء الصحراء بمجلس الأمن، وهي من يتكلف بوضع مسودات قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بقضية الصحراء المغربية".
وأوضح المصدر ذاته أن "الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية عرف تحولا مهما عندما ساهم في تغير قناعة مجلس الأمن بخصوص استحالة تنظيم الاستفتاء في الصحراء بالنظر إلى ما طرحه موضوع تحديد الهوية من تعقيدات".
وأشار إلى أن الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء، هو استمرار لقناعة كانت عند عدد من السياسيين الأمريكيين، وقناعة المغرب أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل هذا النزاع المفتعل بعد 45 سنة كاملة مادام لا يمكنها فرض حل على أطراف النزاع، لافتا إلى أن هناك معلومات وثيقة تقول بأن الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الإبن وقبل نهاية ولايته بأشهر سنة 2009، طلب من المغرب بداية تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء وهو سيدعم ذلك، لكن المغرب لم يقم بذلك حرصا على انضاج حل من داخل الأمم المتحدة خاصة في ظل تصاعد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي.
وأبرز القيادي الاستقلالي أنه من خلال ما صدر عن الديوان الملكي من بلاغات يتضح أن المغرب حذر جدا في تدبير هذا المستجد، وحريص على عدم تقديم الأمر كمقايضة بمواقفه التاريخية إتجاه القضية الفلسطينية وأنه قادر على بناء هذا التوازن، كدولة عريقة لها تقاليد ولها مسؤولية أخلاقية وسياسية من خلال رئاسة الملك للجنة القدس.