حينما يتيه "المداويخ" عن غموض تركيا ومتاجرتها بالقضية الفلسطينية

الكاتب : الجريدة24

12 ديسمبر 2020 - 11:40
الخط :

هشام رماح

المغرب بلد ذو سيادة ويتصرف وفق هذا المنطق الذي لم يستوعبه البعض كما الأتراك، الذين سوقوا عبر وكالة الأناضول للأنباء لاتصال بين وزير الخارجية "مولود تشاووش أوغلو" وناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وقد "هللت" الوكالة إلى أن الأول شدد "على أهمية ألا تكون إقامة المغرب علاقات مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية".

وكعادة "المداويخ" الذين يتيهون في مثل هكذا أمور، يلزم توضيح بعض النقاط، أولها أن المغرب بلد مستقل بقراراته يقرر ما تمليه عليه مصلحته دون إخلال بمصالح الشعب الفلسطيني، وهذا ما جاء في بلاغ "مطروز" للديوان الملكي يسبق بكثير قصر النظر والفكر الذي يعتري هؤلاء "المداويخ".

وكان الملك محمد السادس، أعلن استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، مشددا على أن هذا الأمر لا يمس "بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".

ثم كيف لتركيا أن تسدي النصح أو تحاول فرض الوصاية على المغرب بشأن القضية الفلسطينية؟ وهي أول البلدان التي تاجرت بالقضية منذ زيارة رجب طيب أردوغان لإسرائيل في مستهل القرن الحالي، وقد قررت بلاد "مولود تشاووش أوغلو" تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وتتوفر على سفير لها في تل أبيب بينما للدولة العبرية سفير في أنقرة.

والقول بأن تركيا "تاجرت" ينحاز لها وحدها دون غيرها من باقي الدول العربية التي أعادت إحياء علاقاتها مع إسرائيل. لماذا؟ لأن بلد "رجب" تفننت في استراتيجية الغموض، وتقنية جعل عين دود وعين عسل كلما عرجت على القضية الفلسطينية، أما الدول العربية فكانت واضحة في خطواتها وقد قررت الدفاع عن قضية فلسطين من الداخل وبدون ترك مكان شاغر لأن الطبيعة لا تحب الفراغ.

وإذ تتذاكى تركيا على بعض الدول فإن المغرب، الذي قرر إقامة علاقات مع إسرائيل، حيث يقطن أزيد من 700 ألف مغربي يهودي، يظل عصيا عليها، كما استعصى عليها حينما جعلت من دول مجاورة "إيالات" لها مثل الجزائر التي لم تخلع بعد عنها رداء الخنوع، ووزير خارجيتها صبري بوقادوم يأتمر بأوامر "تشاووش أوغلو"، الذي اتصل به بدوره على خلفية المستجد الذي سحب البساط من تحت أقدام نظام العسكر..

عموما، شكرا تركيا على حسن العناية بالقضية التي تاجرت بها.. ولكن الأحرى أنك "تديها فراسك".

آخر الأخبار