هشام رماح
بات الجميع يعرف من هو "جاريد كوشنير"، زوج "إيفانكا ترامب" ابنة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الذي يشغل منصب مستشار لأقوى رجل في العالم من حيث يحكم في البيت الأبيض، لكن قلة من يعرفون أن "عراب" هذا الشاب والمستشار الديني لعائلته ليس غير الحاخام الأكبر المغربي الأصل "دافيد بينتو".
وكان "دافيد بينتو"، المزداد بمدينة الصويرة، والذي يعد بمثابة "فقيه" عائلة "كوشنير" قد خطف الأنظار وسط اليهود في العالم بعدما كان ظهر"جاريد كوشنير"، ذات يوم سبت، إلى جانب "دونالد ترامب" أثناء تنصيبه، رسميا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
وكما هو معلوم لدى من يدينون بالديانة اليهودية أنهم يخلدون للراحة ويحجمون عن إضرام النار أو استعمال الأجهزة الإلكترونية مع الالتزام بممارسة الشعائر الدينية تزامنا مع "شباط" الذي يعني في اللغة العبرية "السبت المقدس"، وهو ما شكل عائقا لـ"جاريد كوشنير" أن يحضر مراسيم أداء الرئيس الأمريكي للقسم تزامنا مع هذا اليوم.
وفيما ظهر "جاريد كوشنير" إلى جانب دونالد ترامب في يوم الـ"شباط" فإن العارفين بأمور الشريعة الموسوية كانوا تفاجؤوا من هذا الظهور، لكنهم عرفوا فيما بعد أن صهر "ترامب"، حصل على "رخصة" بذلك من عرابه الحاخام "دافيد بينتو" الذي يعتبر "كوشنير" بمثابة ابنه، وهو الذي كانت علاقته وطيدة بـ"شارلي كوشنير" والد زوج "إيفانكا ترامب" التي أصبحت بدورها يهودية الديانة.
كذلك، وحينما حل "جاريد كوشنير" بالمغرب في 29 ماي 2019، كان حرص على لقاء عرابه "دافيد بينتو" كما زارا معا ضريح "موشي حاييم بينتو" الجد الأكبر للحاخام "دافيد بينتو" المدفون في مقبرة "الميعارة" في مدينة الدار البيضاء، وحينها قال رجل الدين اليهودي لمحسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالشؤون الإفريقية، حينما تقدم للسلام عليه "هذا بحال ولدي" وهو يشير إلى "جاريد كوشنير" الذي كان يقف إلى جانبه.
وإذ يتشبث الحاخام "دافيد بينتو" ببلده الأصلي المغرب، الذي يحتل مكانة متميزة في قلبه بوصفه أرضا للتعايش السلمي بين المسلمين واليهود، دافع سلطانها مولاي محمد الخامس بن يوسف، عن المغاربة اليهود أمام حكومة "فيشي" الفرنسية التي كانت تخدم النظام النازي الذي اجتاح فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية، فإنه نقل هذا الحب إلى "جاريد كوشنير" ليتملكه وليعمل جاهدا على إحياء علاقات اليهود المغاربة ببلدهم الأم.
وتمثلت قيمة الحاخام "دافيد بينتو" لدى "جاريد كوشينر" حينما زار الأخير وهو من اليهود "الآشكيناز" ضريح جد عرابه وهو من اليهود "السفرديم" خلال زيارة مستشار الرئيس الأمريكي للمغرب والتي استغرقت 6 أشهر من التحضير لها.