العسكر الجزائري يوظف "خطبة الجمعة" لتأليب الشعب الأسير على المغرب

هشام رماح
رمى النظام الجزائري بورقة الدين على الطاولة ليقامر على تأليب الشعب الشقيق في الجارة الشرقية على المملكة، وقد ارتأى استغلال منابر خطبة الجمعة لتوحيد الحقد تجاه المغرب الذي أوجعه وجعله في شرود.
وإذ لم تنفع مع المملكة شتى أساليب الدعاية المغرضة وتوجيه أبواق النظام و"الإعلام الحربي" لمهاجمة المغرب، جاء الدور هذه المرة على الدين كمطية يراد منها قطع ما اتصل بين شعبين شقيقين من خلال تخوينه وجعله في صف "الكفار".
خطوة النظام الجزائري محيرة بغبائها وبحربائيتها، اعتبارا لما جاء في دعوة "وزارة الشؤون الدينية الجزائرية" إلى أئمة المساجد، إلى الخوض بكل "الأبعاد" التي يراها الأوصياء على الشأن الديني في البلاد بناء على ما وصفته بـ"المباديء الإنسانية والأخوة الإيمانية"!!!
يا للمفاجأة، النظام الجزائري أصبح يفقه في "الأخوة الإيمانية"، وهو الذي قطع عبر التاريخ كل الأواصر التي تربط بين شعبين جارين، تجمعهما وحدة الدين قبل الرقعة الجغرافية، وفي ما وقع في مثل يوم الجمعة هذا في 1975 ما يؤكد على ذلك.
لقد أضاع النظام العسكري في 18 دجنبر 1975، ورقة "الدين" ولم يراعي لـ"الأخوة الإيمانية" وهو ينفذ عملية تهجير قسري للمغاربة المقيمين في الجزائر والعالم الإسلامي يحتفي بشعيرة "عيد الأضحى"!!!
أين كانت "الأخوة الإيمانية" وقد تغاضى النظام الجزائري عن الدين والتزم بعقيدة "محمد بوخروبة" الملقب بـ"بومدين"، الرامية لـ"إخضاع المغرب"، والذي لم تشفع له نفسه الاحتفاظ بجمائل المغاربة الذين بذلوا الغالي والنفيس لأجل كسر طوق الاستعمار الذي غل عنق الجزائر لـ136 عاما؟
أين هو الدين من مؤامرات الجزائر تجاه المغرب وتأليب شرذمة من الانفصاليين عليه، وصرف أموال شعب الجزائري عليهم من أجل النفاذ للمحيط الأطلسي، رغم أن إصلاح ذات البين وعدم صب الزيت على النار بين الإخوة من أشد ما نادى به الله رب العالمين ورسوله الكريم؟
ثم أين هو الدين في ارتداء لبوس المدافع عن حقوق الشعوب، والشعب الجزائري لا يزال أسيرا لدى الـ"الأوليغارشية" التي تمتص خيرات الجزائر الغنية بالثروات الطبيعية ولا ينال منها هذا الشعب المسكين سوى الفتات؟
الدين براء من النظام العسكري الذي يحيك الدسائس للمغرب في الصالونات الملأى بقناني الـ"ويسكي"، والتي يراهن منها الجنرالات على تأليب الشعب الذي ينازعونه حقوقه ضد المغرب، وصرف انتباهه عما يهمه إلى ما لا يهمه.
إن في ما يقوم به النظام الجزائر دروس بليغة عن التنمر واللعب على الحبال لتحقيق المآرب التي لا تخفى على أحد، ولو انتهى الأمر به لاستغلال مساجد الله لقولبة حقد الجنرالات تجاه المغرب وترسيخه في نفوس رعايا الله، فالأمر يبدو مغريا لهذا النظام.
ولأن المناسبة شرط، يتبادر إلى الأذهان سؤال بسيط: لماذا لم تسخر الجزائر مساجدها للخطبة يوم الجمعة حول ما يسمونه "تطبيع" الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل؟
الجواب أبسط، لن يستطيع نظام متهاوي الدعوة لذلك وقد بدا له من دولة الإمارات الشقيقة أنها قادرة على جعله يعض أصابع الندم بمراجعة اتفاقياتها الاقتصادية مع بلد ذو نظام هش مبني على الريع، وحينها بلعوا ألسنتهم وأحجموا عن الكلام في الموضوع..
فهل من حربائية أكثر من هذا؟