زياة الوفد الاسرائيلي للمغرب..عودة وليست تطبيعا

الكاتب : الجريدة24

22 ديسمبر 2020 - 01:15
الخط :

التوصيف الدقيق للزيارة الرسمية التي يقوم بها وفد إسرائيلي للمغرب اليوم الثلاثاء للمغرب، هو عودة العلاقات بين البلدين لما قبل سنة 2000، وليس تطبيعا بحسب ما يروجه إخوتنا المشارقة عنا.

الناظم للعلاقة الجديدة القديمة للمغرب بإسرائيل هو ما توج به الأمر سنة 1992 تاريخ فتح مكتبي الاتصال بين البلدين الأول بالرباط والثاني بإسرائيل، الذي توج الدور الذي اضطلع به المغرب في خدمة قضايا السلام بمنطقة الشرق الأوسط والذي يمتد إلى 1970.

ثم لا ننسى بان الحكومة الإسرائيلية الحالية يتواجد بها 8 وزراء أصولهم مغربية، وما يعني ذلك ارتباطهم الوثيق بمؤسسة إمارة المؤمنين عندنا نحن في المغرب التي تعتبر المكون اليهودي جزءا لا يتجزأ من الهوية المغربية، التي تتكون من عدة روافد هي العربية والأمازيغية والحسانية والأندلسية إلى جانب المكون العبري.

وعلينا أن نستحضر أن اليهود المغاربة سواء الذين بقوا في المغرب أو هاجروا إلى عدة بلدان أخرى بما فيها إسرائيل، كانوا من الداعمين للقضايا الرئيسية للمغرب، سوءا تعلق الأمر بوحدته الترابية أو مصالحه الاقتصادية والاستراتيجة.

أضف إلى ذلك أن الممارسة السياسية للمغرب لعقود خلت، كرست المواطنة الكاملة لهؤلاء، سواء فيما تعلق الأمر بالمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية او الحصول على المناصب السامية في هرم الدولة.

كما يجب علينا ان نستحضر ونحن نتحدث عن الاتفاق الأخير الذي وقع بين ترامب والملك محمد السادس، طبيعة الوسيط الذي عمل عليه، وهو صهر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جاريد كوشنير، الذي يعتز بكونه تلقى أصول ديانته اليهودية على يد حاخام مغربي ينحدر من مدينة الصويرة.

كما ان عدد من يهود الشتات يعتزون بجذور يهوديتهم المغربية، الأمر الذي يجعلهم يحفظون ودا عقائديا لهذا البلد الذي ارتبطوا به وجدانيا، وهم يذكرون كيف ان السلطان الراحل محمد الخامس لم يتخل عنهم ولم يسلمهم للنازية خلال الحروب العالمية من القرن الماضي.

تاريخيا ظل اليهود المغاربة يعتبرون المغرب أرضا للجوء والخلاص، وهنا يجب أن نستحضر واقعة طرد الإسبان للمسلمين واليهود على السواء من الأندلس.

قد يقول قائل ما فائدة كل  هذا الكلام بخصوص القضية الفلسطينية؟ الجواب بسيط فإعادة إحياء العلاقة المغربية الإسرائيلية سينفع القضية ولن يضرها.

فالمغرب هو الدولة الوحيدة داخل الجامعة العربية التي تطالب بحل الدولتين، وبفلسطين حدودها إلى 1967، الأمر الذي تبنته السلطة الفلسطينية فيما بعد.

الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس أو الجهاد الإسلامي أقصى سقف لمطالبها هو حل الدولتين على أساس حدود ما قبل 1967.

ولمن يزايد على المغرب بخصوص موقفه الأخير نذكره بكون أهم المحطات الكبرى والانجازات التي حققتها القضية الفلسطينية قد تمت على أرض المغرب وبدور مغربي.

وغالبية الاتفاقات التي تم توقيعيها بين الفلسطينيين والإسرائيليين كانت بفضل الوساطة المغربية.

كما ان المغرب لم يلزم اي طرف من الاطراف بتبني وجهة نظره، فقط عليهم ان يبرهنوا على نجاعة موقفهم، وهل فعلا يخدمون القضية الفلسطينية كما يدعون ام أنهم يسخرون القضية لحسابتهم ومصالحهم الخاصة.

 

آخر الأخبار