هل يتأثر "البجيدي" بعودة علاقة المغرب مع إسرائيل؟
يعيش حزب العدالة والتنمية وضعا لا يحسد عليه عقب قرار المغرب بتطبيع العلاقة مع اسرائيل، لكونه يقود الحكومة.
وأثار حفل توقيع اتفاقيات بين الحكومة المغربية وممثلين عن الجانب الاسرائيلي بوساطة أمريكية، ردود فعل شعبية غاضبة تجاه العثماني وحزب العدالة والتنمية، لكونه عرف تاريخيا أبرز المعارضين بشدة للتطبيع مع إسرائيل.
وبهذا الحدث يكون العثماني ثاني قيادة من قيادات الاسلام السياسي تطبع العلاقة مع اسرائيل، بعد رجب طيب أردوغان، الذي طبع علاقة دولته مع إسرائيل منذ مدة طويلة.
وفي هذا السياق، لفت محمد شقير، الأستاذ والمحلل السياسي، إلى أن حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة من خلال أمينه العام سعد الدين العثماني،وجد نفسه في موقف تبني قرار الدولة القاضي بتطبيع العلاقة مع إسرائيل، بعدما كان (العدالة والتنمية) يقود التظاهرات والمساندة للشعب الفلسطيني والرافضة للتطبيع.
وأشار شقير أنه بعدما ثبت أن سعد الدين العثماني وقع أمس بصفته رئيسا للحكومة على اتفاقيات تعاون مع ممثل إسرائيل، ظهر تناقض خطاب العثماني، في الوقت الذي كان قد صرح مؤخرا تصريحات تدين بطريقة غير مباشرة تطبيع عدد من الدول العربية علاقتها مع اسرائيل.
وتابع المحلل السياسي المذكور أن تطور الموقف السياسي المغربي تجاه اسرائي، أظهر أن الموقف السياسي للعثماني وحزبه متناقض مع موقفه الرسمي الذي يعبر عنه بصفته رئيسا للحكومة.
وتابع محمد شقير أن هذا الموضوع أظهر، فضلا عن ذلك، أن حزب العدالة والتنمية لا يختلف عن باقي الأحزاب.
واستبعد شقير أن يؤثر القرار الذي اتخذه المغرب في علاقته مع اسرائيل على الموقف الشعبي والرسمي والحزبي تجاه الاحتلال وسياسة الاستيطان التي تقوم بها إسرائيل,
وأوضح أن حزب العدالة والتنمية التركي بقيادة رجب طيب أردوغان كان السباق إلى تطبيع العلاقة مع إسرائيل، لكن ذلك لم يمنعه من ممانعة سياسة الاستيطان واحتلال أرض فلسطين.
وبخصوص تأثير موقف العدالة والتنمية المغربي الرسمي الذي عبر عنه رئيس الحكومة بخصوص تطبيع العلاقة مع إسرائيل، على الانتخابات المرتقبة العام المقبل، استبعد شقير أن يتأثر سلبا، مشيرا إلى ان الكتلة الناخبة التي تصوت لحزب العدالة والتنمية "ربما ستبقى وفية"، لكون الموقف الذي اتخذه المغرب في علاقته بإسرائيل جاء في سياق الدفاع عن قضية الصحراء، وإحراز تقدم في الملف.
