هكذا تواجه الجزائر انتصارات المغرب الديبلوماسية

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

29 ديسمبر 2020 - 03:30
الخط :

بعدما عجزت الجزائر بمناوراتها التضليلية مواجهة ما يحققه المغرب من انتصارات في ملف الصحراء، لجأ النظام العسكري الجزائري، ولاسيما في الأسابيع الأخيرة، إلى نهج أساليب مغرضة ضد المغرب.
هذا الارتباك الذي أصاب الجارة الشرقية، تمثل في تبخيس الانجازات الدبلوماسية للمغرب، سيما اعتراف الادارة الأمريكية بمغربية الصحراء، وذلك من خلال التقليل من أهمية هذا الإنجاز والادعاء بأنه لا يعدو أن يكون إعلانا رمزيا أو احتفاليا لن تتبعه أي إجراءات عملية أو ذات آثار قانونية، ولن يكون له أي أثر أو صدى في مجلس الأمن؛ وقد بينت الأيام القليلة أن هذا الادعاء زائف؛
وأمعن النظام العسكري الجزائري في نهج أسلوب التشويش، عبر الترويج لسهولة تراجع الإدارة الأمريكية المقبلة عن هذا الاعتراف، وعبر حملات إعلامية تضليلية ومناوئة، تأكد أن جزءا منها مدفوع الأجر، كما قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في الجلسة الشهرية أمس.
فضلا عن ذلك،نهج النظام العسكري الجزائري أسلوبا آخر في التضليل والتشويش، وهو أسلوب الضغط، من خلال تحريك بعض اللوبيات ومجموعات المصالح لشن حملات مضادة لدفع الإدارة الأمريكية المقبلة للتراجع عن القرار.

وكان سعد الدين العثماني نبه في الجلسة الشهرية أمس بمجلس النواب إلى أن هذه الأساليب التي ينهجها النظام العسكري، لمواجهة اعتراف الادارة الأمريكية بمغربية الصحراء، وفتح عدد من التمثليات الديبلوماسية بمدن الصحراء المغربين، لن تفلح في شيء.
وأوضح أن هذا القرار وهذا الإعلان وما تضمنه لم يأت من فراغ، بل جاء تتويجا لتراكم تم على مدى سنين، بفضل جهود الدبلوماسية المغربية في الساحة الأمريكية. وأشار إلى أن التوجه العام لهذا القرار ورد في التقرير التفسيري المرافق لميزانية وزارة الخارجية والعمليات الخارجية والبرامج المرتبطة بها لسنتي "2018-2019" والصادر عن الكونغرس، فجاء الإعلان الرئاسي ليكسب هذا التوجه قوة تنفيذية ملزمة، مما يجعل التراجع عنه عبر قانون في الكونغرس الأمريكي أمرا صعبا جدا؛
وأضاف المصدر ذاته أن البعض ممن بخس هذه الخطوة التاريخية سقط ضحية مقالات نشرت في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وهي مقالات لم يكن لها أي صدى وأي تفاعل من لدن فريق الإدارة الأمريكية الجديدة، على خلاف قضايا أخرى أعلن فيها فريق الإدارة الجديدة نيته عن مراجعة القرارات المتخذة من قبل الإدارة الحالية.
وتابع رئيس الحكومة أن الإعلان الرئاسي، الذي ادعى البعض أنه مجرد إعلان احتفالي، تم نشره فعلا في السجل الفدرالي، كما تم تسجيله لدى الأمم المتحدة، كما أشرت إلى ذلك من قبل.
وكانت الإدارة الأمريكية شرعت على عدد من المستويات في التنزيل الفعلي لمقتضيات القرار على أرض الواقع، كما أن من شأن الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء - بما للولايات المتحدة الأمريكية من وزن - أن يدفع بدول أخرى للسير في نفس الاتجاه، على المستويين السياسي والاقتصادي.

آخر الأخبار