"الجالية المقيمة معنا" التي "تجاهد فينا"!

الكاتب : الجريدة24

29 ديسمبر 2020 - 01:25
الخط :

كشفت التطورات الأخيرة المرتبطة بقضية الصحراء، والاصطفافات المصطنعة بخصوص الموقف من إعادة العلاقة بين المغرب وإسرائيل، عن "جالية" تعيش بين ظهرانينا، لا يهمها من قضايا المغاربة سوى ما "تلهفه" من رواتب في آخر الشهر.

هم عبارة عن نشطاء في العالم الافتراضي وأيضا داخل بعد المكونات السياسية بالمغرب، نجدهم متحمسين زيادة لنصرة كل القضايا الدولية، وفي جميع بؤر التوتر، لكن لا نجد لهم أثرا فيما يخص الانتصار للقضايا التي تهم المغاربة وخاصة قضيتهم الأولى الصحراء.

في جميع بلدان المعمور نجد التفاف الجميع مهما اختلفت مشاربهم، في نصرة قضاياهم الوطنية ومصالحهم القطرية، الا عندنا نحن في المغرب ابتلينا "بجالية" مقيمة معنا "تجاهد فينا" عوض أن "تجاهد معنا".

انسلخوا عن كل ما هو مغربي، يبررون مواقف اردوغان تركيا، وحماقات حماس والجهاد الإسلامي، ومتشبثون بنظام مرسي المطاح به في مصر، في حين ينظرون بتنقيص كبير في الانجازات التي حققها المغرب في معركته الأخيرة بالكركرات، وما تلاها من اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء.

"الجالية المقيمة معنا" لا تريد أن تعترف للمغرب تكريسه كقوة إقليمية أولى بمنطقة شمال إفريقيا، كما تتجاهل متعمدة الانتصارات الدبلوماسية التي تحققها المملكة.

أثبتت هذه "الجالية" ان هواها السياسي ليس مغربيا، وما يجمعها معنا هي الأوراق الرسمية من بطاقة تعريف وطنية وجواز سفر في حين انها قلبا وقالبا مع التنظيم الدولي للخوان المسلمين، المتحالف تارة مع نظام الملالي بايران،  المتعطش لزمن الحضارة الفارسية، أو نظام اردوغان الذي يحن لزمن الخلافة العثمانية.

نسي افراد هذه الجالية الفاقدة للبوصلة منذ النشأة إلى الآن ان المغرب امة قائمة الذات لها هويتها وخصوصياتها، يصيبها ما يصيب الأمم والحضارات لكنها تبقى شامخة وتبحث لنفسها عن موطئ قدم.

لا تريد هذه الجالية ان تعترف بفضل المغرب عليها، كما لاتريد أن تدرك ان الأنظمة التي تتحالف وتتقاطع معها لا تسمح للمعارضين فيها بهامش يسير من الحرية يخول لها حتى إبداء الرأي بخصوص مصالحها الخارجية.

لقد أكدت هذه الجالية انها مجرد " جند متقدم" للقوى الإقيلمية والدولية التابعة لها وتمتحي من خطابتها ومدافعة عن مصالحها داخل المغرب.

رضيت هذه الجالية بان تكون مجرد حصان طروادة للقوى الإقليمية، من اجل اقتحام القلعة المحصنة للمملكة، وترديد الأسطوانة المشروخة للخصوم، وتبخيس كل انجاز يتحقق على أيدي جنود الخفاء.

"جالية" تعيش على فتات الأنظمة التابعة لها، وارتضت أن تبنى قناعاتها بثمن تذكرة طائرة أو إقامة في فندق بالدول التي تطلق على نفسها بالممانعة، لا يحق لها ان تنغص على المغاربة فرحتهم بانتصاراتهم المتوالية وتكريسهم كقوة إقليمية أولى بالمنطقة.

آخر الأخبار