مغاربة يعانون في صمت والبيجيدي ينفق 4 ملايير على مقره المركزي

أصبحت مشاهد مواطنين من جميع الفئات والأعمار وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، أمرا غريبا في ظل موجات البرد القارص التي تجتاح أرجاء البلاد.
ففي الوقت الذي يضطر فيه المتشردون في العديد من المدن كالبيضاء وأسفي وإنزكان و داخل المحطات الطرقية إلى الإستعانة بالكحول وشم لصاق " السيليسيون" و "الدوليو" للوصول إلى مرحلة التخدير قصد تدفئة أجسادهم ولو على حساب صحتهم و تخليص أنفسهم من الإحساس بالأطراف المتخشبة جراء البرد والنوم في العراء، ذهب الحزب الحاكم إلى إنشاء مقر مركزي له بحي الرياض بالعاصمة الرباط بتكلفة 3 مليارات و850 مليون سنتيم، وهنا يصدق المثل القائل " أش خاصك العريان، خاتم أمولاي" فيما تعاني فئة عريضة من التشرد والهشاشة وتفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة، فأين هي خطة الحزب الذي شارفت حقبته على الانتهاء في حماية المشردين من موجات البرد الموسمية التي تودي بالعديد من الأرواح، وأين هي استراتيجية الحزب الإسلامي لحماية الطفولة المشردة؟ و أين تتجلى مجهوذات الحزب في التغلب على الظاهرة؟.
الأوضاع المزرية التي يعيشها المترشدون الذين يضطرون للاحتماء بالقرب من الأرصفة والدكاكين والمنازل المغلقة، لمقاومة قسوة الصقيع ، وهم يبيتون ليلا في العراء بدون مأوى، ويستنجدون الناس نهارا للحصول على لقمة يوم قد تخفف من قساوة الجو.
وضعية هؤلاء تسائل حزب الميزان الذي هرول لانشاء مقره المركزي بحوالي 4 مليار؟؟؟
أما حان الوقت لتتحمل الحكومة والوزارة الوصية مسؤوليتها في هذا المجال عبر معالجة أسباب التشرد من جهة وتوفير بنيات كافية لاستقبال هؤلاء المشردين الذين تتفاقم ألامهم كلما اشتدت موجة البرد من جهة، وتشجيع منظمات المجتمع المدني لتأطيرهم وإدماجهم في المجتمع من جهة أخرى.
أما كان بالأحرى على الحزب الذي مر على دخوله التجربة الحكومية تسع سنوات انقاد هذه الفئة التي تأكل من بقايا القمامة، و تعيش من درهيمات التسول، ومن صدقات المحسنين لضمان بقائها على قيد الحياة.