البيضاء مدينة بدون مسؤولين..وهؤلاء عليهم ان يستقيلوا ويحاسبوا !

الكاتب : الجريدة24

09 يناير 2021 - 02:26
الخط :

العنوان البارز الذي كشفته التساقطات المطرية الأخيرة، أن العاصمة الاقتصادية للمملكة مدينة بدون مسؤولين، وجودهم كعدمهم.

بدءا من مجلس المدينة الذي يوجد على رأسه تيار سياسي يؤمن بمبدأ إماطة الأذى عن الطريق، لكن الذي سيكتشفه البيضاويون أن هؤلاء هم الأذى نفسه، حيث سمحوا لأنفسهم أن يغطوا في النوم العميق تاركين آلاف الأسر تواجه مصيرها مع مياه الأمطار التي غمرت بيوتهم.

ثاني مسؤول عن ما حدث من نكبة حقيقية بالبيضاء هو والي المدينة ومعه عمال العمالات الذين نسوا دورهم، كسلطة وصية عليها أن تتدخل قبل حصول الكارثة، وان مسؤوليتهم في إنقاذ المواطنين، وحفظ حياتهم وممتلكاتهم عن الكوارث تظل قائمة ما لم تكن هناك قوة قاهرة فوق الجميع.

الأمطار بينت أيضا مدى الإفلاس الذي وصلت إليه شركة "ليديك" الفرنسية، المفوض لها تدبير قطاعات الماء والكهرباء والصرف الصحي، فالشركة اتبثت إنها عاجزة عن مواكبة تطلعات البيضاويين في مدينة لا توقف حركتها التساقطات المطرية.

ما حدث خلال 3 الأيام الأخيرة، فضح كل هؤلاء، وعرى عن عجزهم ومحدودية تفكيرهم وكفاءتهم في التصدي للأزمات، ففاقد الشيء لا يعطيه.

من حسنات هذه الأمطار الأخيرة أنها كشفت سوء تسيير وتبدير هؤلاء المسؤولين لموارد المدينة، فشركة "ليدك" المفوض لها تدبير قطاع  الماء والكهرباء والتطهير السائل بمدينة الدار البيضاء تتقاضى بموجبه مبالغ مالية طائلة من جيوب البيضاويين ومن المستثمرين الخواص والمنعشين العقاريين، فهل فعلا يتم ضخ تلك الموال المستخلصة لتقوية البنية التحتية للمدينة؟ الجواب هي مئات مقاطع الصور التي تداولها الرأي العام عن الفيضانات هنا وهناك، إلى درجة أنهم سخروا منها بمقولة " ربحنا الكركرات وخسرنا معركة القرقرات"، كناية على بالوعات الصرف الصحي التي اختنقت ولم تعد قادرة على استيعاب كميات التساقطات المطرية.

الاختلالات التدبيرية تظهر على مستوى  مجلس مدينة الدار البيضاء السلطة المفوضة لخدمات الماء والكهرباء والتطهير السائل، المجلس سمح لشركة ليدك في اقتراض مبالغ مهمة عن طريق بورصة الدار البيضاء وصلت إلى 96 مليار سنتيم ، فأين أين تم صرف هذه المبالغ خاصة أن القرض قد أعلن لحظة تصويت المجلس على الترخيص لشركة ليدك بأنه سيخصص لإنجاز أحواض مائية لتجميع مياه الشتا؟.

المجلس اقترض أزيد من 220 مليار سنتيم من البنك الدولي من أجل تطوير البنيات التحتية في المدينة. فهل انفق هذا المبلغ حقا عل معالجة الإشكالات المتعددة التي تعرفها المدينة؟

أعلى سلطة بالبلاد شددت في عدد من المناسبات على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة لأن ما وقع فضيحة جعلت العالم يشاهد العاصمة المالية والقطب المالي في إفريقيا يغرق بعد ساعة من التساقطات المطرية، التي تطرق الان ومعها كافة البيضاويين تطلب بضرورة تنحي هؤلاء المسؤولين ومحاسبتهم عن الجريمة التي كشفتها مياه الأمطار.

آخر الأخبار