فيضانات البيضاء تفضح أغبياء البيجيدي في تسيير المدن

الكاتب : الجريدة24

09 يناير 2021 - 04:00
الخط :

 هشام رماح

قدر الدار البيضاء أنها سقطت في براثن ذئاب "ملتحية" تتداعى على قصعتها ولا تتورع في استنزاف آمال قاطنيها في استيطان "ميتروبول ذكي" ولا تراعي الله في من صوتوا لفائدتهم وجعلوهم في سدة حكمها.

الدار البيضاء مدينة منكوبة بمسيريها فقط، أما أمطار الخير التي هطلت فهي ليس غير زخات ما كانت لتغرق "المدينة الذكية" في دلو ماء لو أن هناك بالطبع ماء في وجه عبد العزيز العماري العمدة الذي واجه الانتقادات التي تهاطلت على رأسه بـ"موت القلب" وحل في "بلاطو" القناة الثانية متأنقا ومتأففا من "ليدك" التي رمى عليها وزر كل ما وقع.

ورغم أن "ليدك" شركة جشعة تظل "أيقونة" مشعة للاستعمار الفرنسي البائد، وهي تنهب جيوب المواطنين المرتبطين معها بعقود إذعان وخضوع، وتلفح في ذات الآن مسؤولين مدبرين لشؤون المدينة، بأموال تحت "الدف" من أجل التغاضي عما تقترفه في حقوق من صوتوا لفائدتهم، إلا أنها بلغت مداها وانكشف قدرتها القاصرة عن تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير وفي العقدين الماضيين ما يعزز ذلك.. فما ذا يُرجى ممن بلغ مداه واستنفذ صبر البيضاويين؟

غير أن اللافت هي إطلالة عمدة الدار البيضاء الملتحف لرداء الـ"بيجيدي"، عبر بلاطو القناة الثانية، إذ فيها ما يحيل على لعبة رمي "جُلة" الأخطاء في معسكر الآخر وقد نحا باللوم على "ليدك"، والحال أن الكل يتقاسم مسؤولية ما حدث للبيضاويين وما عانوه طويلا تحت وطأة شركة لا تنفك عن إنهاكهم بمباركة من مجلس جماعي يقوده عمدة ومكتب مسير يحبل بمستشارين يشرعون أفواههم وجيوبهم لأكل السحت بلا تردد.

عبد العزيز العماري الذي جيء به خلفا لمحمد ساجد، والذي أنسى البيضاويين عهد الأخير، جاء إلى القناة الثانية ليلقي كلاما لا يؤمن به إلا هو ومن يدورون في فلكه في مجلس فاشل، يتحكم حزب العدالة والتنمية فيه كاملا، نعم جاء ليرطن بما لا يُبلسم جرحا ولا يشفي غليلا، ولم يخجل من أن يبدو غير متضرر ولا مبال بما ألم بساكنة مدينة سلمته مفاتيحها ووضعت ساكنتها عهدة ثقيلة على كاهله.

وبعدما تبجح عمدة الدار البيضاء كثيرا  وهو المعروف بعجرفة توثقها صورة له مسافرا على قطار وقد وضع رجليه على الكرسي المقابل، بأن الدار البيضاء مدينة "ذكية" ثبت للجميع أن المدينة براء من هكذا ذكاء وأن المكر نقيصة في مدبري شؤونها ممن يحاولون استغباء البيضاويين بترديد ألسنتهم شعارات رنانة سرعان ما تخرسها دلاء قليلة من الماء تصب على شوارع وطرقات مدينة اهتمت بالسطح وضربت صفحا عن البنيات الضروري في الـ"تحت".

فعلا الدار البيضاء تغرق.. لكن ليست بالأمطار التي يلزم التحسب لأسوأ حالات هطولها قبلا، بل تغرق بفشل مسيريها الذين لا يطرف لهم جفن ولا ترتاب أنفسهم من المحاسبة بعدما أذاقوا ساكنيها الهوان وجعلوهم يتجرعون كأس المرارة حتى الثمالة.. فعلا الدار البيضاء تصبو لتكون "مدينة ذكية" فهل يقدر الأغبياء على جعلها في هذه المرتبة.. قطعا لا..

"ثمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ".

آخر الأخبار