قنابل موقوتة بدرب مولاي الشريف تزرع الرعب في نفوس الساكنة وتدفعهم للمبيت في العراء

الكاتب : انس شريد

10 يناير 2021 - 09:00
الخط :

مع كل فصل الشتاء يعود إلى الواجهة مشكل المباني الآيلة للسقوط، والتي أصبحت كقنابل موقوتة تدق ناقوس الرعب في نفوس الساكنة، خصوصا في العاصمة الإقتصادية الدار البيضاء.

وخلال التساقطات الأخيرة التي أغرقت مدينة الدار البيضاء، تضررت ساكنة درب مولاي الشريف التابع لمنطقة الحي المحمدي، بعد انهيار بعض المنازل، إذ اضطروا إلى المبيت خارج منازلهم، مخافة سقوط بناياتهم المتهالكة فوق رؤوسهم. وعلى إثر القنابل الموقوتة المتعلقة بالمباني، نظمت ساكنة درب مولاي الشريف، بالحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء، منذ مساء أمس السبت، وقفة احتجاجية أمام مقر مقاطعة 43، من أجل المطالبة بوضع حل لمشكلتهم بعدما أصبحت العديد من منازل المنطقة مهددة بالانهيار.

وناشد السكان المتضررون في تصريحات متفرقة للجريدة 24، جلالة الملك لإنقاذهم وترخيص لمختلف السلطات الوصية، بإيجاد حل سريع يضع حدا لمآساتهم المستمرة منذ سنوات ونقلهم إلى مساكن جديدة بعدما أصبحوا عرضة للتشرد في ظل الأجواء الماطرة التي تعرفها المملكة حاليا.

وأوضح عدد من الساكنة، أنهم اشتكوا عدة مرات للجهات الوصية، كما تلقوا وعودا بإيجاد حلول للحد من المشكل الذي يهدد حياة مئات الأشخاص بالمنطقة، دون أن يتم تنزيل أي شيء على أرض الواقع، مبرزين أن ما يقوله المسؤولين لا ينفذ منه ولو 10 في المائة.

وقال المتضررون في تصريحات متفرقة، إن عدد منهم مسنون وأطفال لايقوون على المبيت في الشارع، خصوصا مع هذا الجو البارد وغزارة الأمطار التي أغرقت عدد من الأحياء، محملين المسؤولية إلى عامل منطقة الحي المحمدي عين السبع، الذي همش المنطقة رغم الشكايات المتكررة بخصوص هشاشة المنازل التي تناهز عمرها أزيد من مائة سنة وتحتاج لإعادة الهيكلة من جديد، وفق دراسات وتصاميم تشرف عليها المقاطعة ومجلس المدينة وتخضع لمراقبة الجهات الوصية من عامل المنطقة ووالي الجهة حتى لا تتكرر أخطاء الأمس، وينصرف الكل إلى حال سبيله مع مرور الوقت وتناسي الرأي العام لهذه الواقعة التي تعاود الحدوث كل فصل شتاء، دون معالجة المشكل من جدوره، واللجوء فقط للأساليب الترقيعية.

وصبت ساكنة المنطقة جام غضبهم عن المنتخبين بالحي المحمدي وكذا عامل المنطقة ووالي الجهة بالبيضاء، والشركة المفوضة لها بتدبير القطاع "ليديك"، الذين يبقى أهم أدوارهم تجهيز البنية التحتية وتقويتها، والعمل على التخطيط القبلي من أجل مواجهة الأمور الممكن حدوثها، كغرق الشوارع والأزقة كل فصل شتاء، وتدهور حالة الطرق الذي صار أمر طبيعيا حتى وإن لم تمضي أسابيع على تجديدها، متسائلين على جدوى الميزانيات الكبيرة التي يتم صرفها دون تحقيق الغايات المنتظرة من مواطني المدينة.

وأبدت الساكنة تخوفها من أن يطالها النسيان بعد أن يزول غبار هذه الانهيارات المتكررة من على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بإيجاد حلول تراعي ظروفهم المعيشية الصعبة، وحاجتهم اليوم في أسرع وقت لبيت يأويهم من قساوة البرد والمطر، مشيرين كذلك لضرورة إجراء تقييم شامل لمدى صلابة أو هشاشة كافة منازل الحي التي لا يزال يقطنها المواطنين.

ويذكر أن عديد الأحياء بالدار البيضاء تعاني من وجود مباني آيلة للسقوط، إذ تتعرض بالتدريج كل فصل شتاء للانهيار وتزهق أرواح الناس، ليتم بعد ذلك تبادل الاتهامات بين الجهات المسؤولة، وتغيب الحلول التي من شأنها إنهاء هذه المآسي المستنسخة في تفاصيلها وواقعها المرير، إذ تتعدد المناطق السوداء المهددة بسقوط المنازل بالدار البيضاء، وجلها معلوم وعلى قائمة إحصاء الجهات المخول لها الاشتغال على هذا الملف.

آخر الأخبار