سيناريوهات الفشل التي تنتظر قيادة "البوليساريو"

لم تستطع قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية من الكشف عن مخرجات الاجتماع الذي عقدته أمس، والذي لم يكن إلا لإحصاء الخسائر الديبلوماسية التي حصدتها.
وفي هذا السياق، لم يستبعد الناشط الحقوقي الصحراوي، مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، أن تقرر قيادة الجبهة الانفصالية الدعوة إلى مؤتمر استثنائي بسبب صعوبة القرارات الواجب اتخاذها.
هذه الخلاصة اعتبرها مصطفى سلمة أنها نتيجة طبيعية للتطورات الكبيرة التي حصلت بدءا من 13 نونبر الماضي، الذي عرف تدخل الجيش المغربي لطرد بلطجية البوليساريو.
وأشار سلمة الذي كان أحد قيادات الجبهة الانفصالية قبل أن يقرر العودة، إلى أن زعيم الجبهة الانفصالية ابراهيم غالي يواجه غضبا كبيرا من قبل مؤيديه ومخالفيه، بسبب الفشل الذريع الذي حصدته الجبهة الانفصالية في مواجهة المغرب سياسيا وديبلوماسيا.
واعتبر ذات الناشط الصحراوي أن زيارة ديفيد شينكر، كاتب الدولة في الخارجية الأمريكية، للجزائر وإذاعة الاعلام الجزائري لخبر التأييد الامريكي للحكم الذاتي كحل وحيد، وسفر شينكر الى المناطق الصحراوية شرق الحزام مباشرة من الاراضي الجزائرية، في تجاهل تام لقيادة الجبهة المتواجدة فوق التراب الجزائري، زاد من مشاكل غالي مع رفاقه في القيادة الذين أصبحوا يشككون حتى في الموقف الجزائري من "قضيتهم".
ولفت المصدر إلى انه إن فكر "غالي" في تقليص القيادة التي تحوم حوله وأراد اختيار "قيادة حرب" كما يطالب بذلك بعض الشباب المغرر بهم داخل المخيمات، فهو مضطر الى التخلص من "رموز" المنظمة الذين يقودونها، وإعادة خصومه الذين كانوا شاركوا في حرب الصحراء قبل عقود، الى الواجهة، وهذا سيضعف سلطته وتحكمه في المنظمة الانفصالية، يقول سلمة، وإن أبقى على تشكيلته الحالية، فسيخسر الشباب المغرر بهم بالمخيمات.
وأضاف الناشط الصحراوي ذاته، أنه "يبقى الموقف من الحليف الجزائر وسؤال الى اي حد ستساير حكومة الجزائر الغارقة في مشاكلها "حرب البوليساريو الجديدة"، التي جرهم اليها غالي بسبب هوسه بالسلطة، هو التحدي الاكبر الذي لا يملك "الزعيم" جوابا شافيا له".
وشدد ذات المصدر أنه "مهما كانت العمليات التجميلية التي سيخرج بها اجتماع قيادة البوليساريو، فإنه لا حل امامهم غير الدعوة لمؤتمر استثنائي.. تعلن فيه القيادة فشلها، وأن المطالب التي كانوا يسعون وراءها وصلت الى طريق مسدود".