من قلب "تندوف".. منتدى "فورساتين" يلقن الجزائر معنى "الله يلعن اللي ما يحشم"

هشام رماح
هل بلغ الغباء بالمخابرات الجزائرية حد محاولة الكذب وتكرار المحاولات تلو الأخرى على شباب صحراوي متقد الذكاء، يرى أبعد ما يراه الانفصاليون، يقف لها دوما بالمرصاد من وسط مخيمات المحتجزين في تندوف؟
نعم. فالغباء صفة يتشاطرها هذا الجهاز العسكري الجزائري والأدوات الطيعة التي بين يديه من قبيل التلفزيون الجزائري الذي استطاب التلفيق والترويج لانتصارات "ميدانية" عفوا افتراضية، لكن حبل الكذب قصير وقد استطاع منتدى "فورساتين" لفه على أعناق الكاذبين وفضحهم جهارا.
ومرة أخرى قطع منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ"فورساتين"، دابر النظام الجزائري الذي سخر صحفيا مغمورا لإنجاز برنامج أطلق عليه "الحرب المخفية" بثه التلفزيون الجزائري، وهو البرنامج الذي اعتمد مقاطع تصويرية قديمة " باستثناء التصريحات التي أخذت في رحلة ترفيهية قرب المخيم" كما أفاد المنتدى على صفحته في "فايسبوك".
وكشف المنتدى المشكل من شباب صحراويين أفذاذ غيورين على أهلهم ومصالحهم، حريصون على وحدة وطنهم، أن لقطات وردت في الربورتاج المزعوم تعود لفيديو مدرج في "يوتيوب" منذ 18 نونبر 2020، والحال أن زيارة الطاقم "الصحفي" الاستخباراتي الجزائري للمخيمات تمت في 20 دجنبر 2020!
شهر كامل يفصل بين الفيديو والزيارة، ورغم ذلك فإن الحمية استبدت بمنجز الربورتاج الذي وصفه المنتدى بـ"الوثائقي الغبي" ليفرط في صراعه الـ"دون كيشوتي" ويقول "اضطررنا إلى إطفاء الكاميرا لتصوير المشاهد".
لكن ما سبق ليس غير الجزء الظاهر من جبل الجليد العائم، لأن ما خفي كان أعظم إذ أفاد "فورساتين" بأن ما ورد في في الفيديو الذي بث على التلفزيون الجزائري ابتداء من الدقيقة 11:24 يعود لأزيد من ثلاث سنوات في حرب اليمن.
وفي مواجهة الادعاءات المغرضة للإعلام الجزائري المسخر من قبل العسكر، فإن "فورساتين" لم يرم بالكلام باطلا وقد أدرج روابط فيديوهات تكشف حقيقة ما تصدى به لكذب النظام الجزائري الذي ارتضى لنفسه خوض حرب إعلامية مقيتة بينما المغرب يحث الخطى قدما بعيدا عن الوحل الذي يستلذ جنرالات الجارة الشرقية التمرغ فيه.
"فورساتين" وفي تعليقه على أكاذيب الإعلام الجزائري دون على صفحته في "فايسبوك" "بالله عليكم هل هذا هو إعلام الجزائر والله عار وشوهة إعلام قناة رسمي يا حسرة"، متندرا على الصحفي الذي اقترف الفبركة والزور بشكل سافر وخبيث وقد قال "وهنا نحن ملزمون على إطفاء ضوء الكاميرات والتقاط المشاهد الليلية دون إنارة حتى لا نكون عرضة للقصف".
"فعلا إذا لم تستح فاصنع ما شئت" وبالدارجة يقول المغاربة "الله يلعن اللي ما يحشم".