تندوف المكلومة.. حينما يغفل النظام الجزائري عن تنظيف بيته الداخلي نصرة للانفصاليين

الكاتب : الجريدة24

02 فبراير 2021 - 10:30
الخط :

هشام رماح

تلتئم بلاغة الإهمال والتهميش في ولاية تندوف، وتتبدى أمارات العوز والكآبة على وجوه قاطنيها من الجزائريين الذين وجدوا أنفسهم داخل "مستعمرة" يحكم طغمة من العسكر المتحالفين مع الانفصاليين قبضتهم عليها.

ويكشف الحال المزري الذي تعانيه ولاية تندوف الجزائرية صحة ما أوردته الأسبوعية الفرنسية "Le Point"،  في عددها لـ19 يناير 2021، حينما أكدت على أن السلطة العسكرية السائدة في البلاد فوتت الولاية لجبهة "بوليساريو"، ووضعت رقاب سكانها من الجزائريين تحت رحمة الانفصاليين.

وفضحت ربورتاجات تلفزيونية حجم المعاناة التي يرزح تحتها جزائريون في ولاية منسية، ارتضى النظام الجزائري اجتزاءها من أراضي البلاد وتقديمها هدية للانفصاليين، إذ أن الولاية الواقعة في الجنوب الغربي للجزائر، أصبحت معتركا تحاك من خلاله المؤامرات ضد المغرب أما ساكنتها فهم خارج وارد أجندة العسكريين.

ولأن الأهم في عقيدة جنرالات الجزائر يتمثل في "محاربة" العدو الأزلي فإن غير ذلك من القيام بشؤون الناس وتلبية حاجياتهم والاستجابة لانتظاراتهم لا يهم.. الأرض مسخرة للانفصاليين ولهم أن يفعلوا فيها ما يشاؤون، كما تحيل على ذلك الصورة القاتمة التي رسمتها الربورتاجات التلفزيونية عن الولاية المكلومة.

وبالعودة لمقال "Le Point" الفرنسية فإنه لم ينطق كفرا بعد دهر طويل وإنما أزاح بعض الغبار عن الحقيقة وهو يؤكد على أن الولاية تشهد انزلاقا خطيرا، تحت سيطرة الانفصاليين الذين عاثوا الفساد فيها وسلبوا سكانها الحقيقيين حقوقهم وصادروا أحلامهم في العيش في "المستعمرة" الانفصالية.

مقال "Le Point" الذي أفاد بأن جبهة "بوليساريو" الانفصالية هي من يبسط سيطرته على الولاية حيث يتواجد آلاف المواطنين الصحراويين المحتجزين، لم يجد من يدحضه أو يرد عليه بالحجة الدامغة، غير محاولة بائسة من محمد عنتر داوود، سفير الجزائر في باريس، الذي اكتفى بالتعبير عن استغرابه رغبة منه في تغطية الشمس بالغربال.

ولسخرية الوقائع فإنه مباشرة بعد رد السفير الجزائري على الأسبوعية الفرنسية، جعلت الصور القادمة من ولاية تندوف رده هباء تذروه الرياح، وترد بالحجة والدليل على ما ادعاه وقد أخذته الحمية من أجل الدفع بالبهتان في وجه الحقيقة الساطعة والصادمة.

وليس من حقيقة صادمة وساطعة غير ما يقع في "تندوف" المجروحة بالتغافل المتعمد من النظام العسكري الذي لم يستطع حتى تنظيف بيته الداخلي ويناصر مع ذلك الانفصاليين الذين دقوا الأوتاد في الولاية إلى أجل غير مسمى.

آخر الأخبار