عنتريات الجزائر والتيه بين "قوة المنطق" و"منطق القوة"

الكاتب : الجريدة24

08 فبراير 2021 - 04:00
الخط :

 هشام رماح

عنتريات النظام العسكري الجزائري لا تنتهي.. فبدل أن يقر بـ"قوة المنطق" يتحرى دائما "منطق القوة" ليسوق نفسه الأقوى إقليميا كما ترطن بذلك أبواقه مثل عمار بلحيمر، الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، الذي أعماه الحقد على المغرب ليخوض في أمور لا تعني الشعب الجزائري الراغب في العيش في بلد يحفظ كرامته ويسعى لصون صحته أمام جائحة كـ"كورونا".

عمار بلحيمر، وفي آخر خرجاته، اليوم الإثنين، لم ينفك عن اجترار كلام مشروخ، الأكيد أنه لا يؤمن به ولكنه يردده خدمة لأسياده، وقد نفى "وجود أي قوة على المستوى الإقليمي دون الجزائر" وهو ما جعلها "تحظى بمكانة دولية خاصة".

ويبدو أن كلام الناطق باسم الحكومة الجزائرية صادقا فيما يخص "المكانة" التي تحظى بها الجزائر وهي تحت رحمة العسكر، ولا شك في أن برنامج "Covax" التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي قرر مساعدة البلاد بجرعات من لقاحات "كورونا" تفوق المليونين يدل على ذلك خاصة وأن البرنامج بذل العطاء للجارة الشرقية للمملكة أكثر من غيرها. لماذا؟ لأنها تعيش ضائقة لا تستطيع معها تطعيم الشعب ضد الفيروس التاجي.

فهل من لم يستطع تأمين احتياجاته من فيروس "كورونا".. القوة الإقليمية الوحيدة في المنطقة؟ لكن كيف الحال مع من تتمكن منهم "هذاءات العظمة" حتى والتقارير الدولية تكذب ما يظنونه ويعتقدونه دون غيرهم.. والنظام الذي يسود فكره اعتقاد أنه القوة الإقليمية الأوحد دون أن يسند الواقع هذا الاعتقاد يجعله محط شفقة من مرض الغلو الذي لا يبرأ.

وتند أوصاف ونعوت عديدة من أفواه أبواق النظام الجزائري من قبيل "الجزائر الأقوى".. "الجزائر مرجع دولي".. وهي أوصاف معفاة من الأداء لذلك ترى هذه الأبواق ترددها بلا تردد في كل زمكان، ولأن القول لا يقدم ولا يؤخر فلها أن تنفِّر كما تشاء لعلها تشفي غلها وغليلها.

وفي محاولة منه مداواة الجراح التي أثخنت نظاما خسر أزيد من 500 مليار دولار من أموال الشعب على شرذمة من الانفصاليين ليحقق مآرب غير خفية، فإن عمار بلحيمر، وضع المغرب المنشغل بصحة أبنائه وبتطعيم مواطنيه ضد "كورونا" موضع الذي يصيبه الأرق من "هناء" الجزائر، وقد اتهمه بالتهجم على الجزائر مرارا.

ولعمر المغاربة لم يكذب عمار بلحيمر، إن اعتقد أن المغرب لا ينام مما تعيشه الجزائر تحت قبضة العسكر، لأن ما يعانيه الشعب الجزائري يجعل حتى العدو يرق لحاله ويذرف الدمع الهتون على مآل بلد تداعى عليه الجنرالات كما تتداعى الضباع القمَّامة على الجيف.

ولهؤلاء يمكن القول إن العقلاء يعتقدون بأن الفكر قادر على تحديد الواقع، وهذا ما قام به المغرب، حينما هب ليذود عن أراضيه ويطرد الانفصاليين المدفوعين من الجزائر شر طردة من منطقة الكركرات، حسبه في ذلك إيمانه بعدالة قضيته وقوة عقيدته في صون الوطن والدفاع عن حوزته.

ولم يدع تحرك المغرب السليم أمام النظام الجزائري من خيار غير الإيمان بأن الواقع الجديد هو ما يحدد الفكر، إلا أن هذا الأمر كان ليتحقق لو أن فيه عاقل، ولأن كلام العقلاء منزه عن العبث.. فلهم أن يعبثوا كما يشاؤون وهم السفهاء.

آخر الأخبار