باركينات فاس... تدافع السياسي والمعيشي

الكاتب : الجريدة24

17 فبراير 2021 - 12:30
الخط :

فاس: رضا حمد الله

يحجب التدافع السياسي في قضية "باركينات فاس"، الحقيقة المرة للمعيش اليومي لمئات الحراس لم يدفنوا ماضي معاناتهم مع الشركات السابقة، ويكتوون بتبعات واقع يهددهم في أرزاقهم في انتظار نهاية شد الحبل بين المتحمسين والرافضين لصفقة حركت الماء الراكد.

حراس حالمون بحل منصف يصون كرامتهم وينقذهم وأسرهم من تشرد وشيك. أسسوا جمعية ويتطلعون لنهضة مؤجلة تنهي فورة الغضب الساكنة قلوبهم. مستغلون أبشع استغلال، اقتصادي في زمن ولى، وسياسي راهنا، ولا أحد يعلم توقيت وشكل نهايته.

فوضى "الباركينات"

فوضى "باركينات فاس" واقع مرير لازم العاصمة العلمية منذ سنوات تسيد فيها حراس مفتولي العضلات اقتسموا ريع مواقف وزعوها على هواهم وحسب مصالحهم. فرضوا على راكني سياراتهم ما يحلو لهم من واجبات أجبروا أداءها بقوة قانونهم المصحة تسميته "للي هدر يرعف".

حالة الفوضى دامت طويلا كما دوام الاصطدامات وموجات غضب تجددت حتى بعد إحداث شركات مشرفة تلذذت بربح التهمته بألسنة حراس خارج تصنيفات قانون الشغل رغم أنهم حلقة أساسية في مراكمة "الثروة"، حقيقة مؤلمة اكتشفت متأخرة بعد تجديد الصفقة.

تنظيم القطاع والقطع مع التسيب والبحث عن الاستقرار، أمل راود الكل، سكانا وحراسا. لا أحد توقع الأسوء أثناء إنزال الصفقة الجديدة الراسية على شركة "فاس باركينغ" بتسيير أجنبي مغلف بقبعة مغربية. حراس خارج الاهتمام، وغضب جماهيري تأجج وامتد وطنيا ودوليا.

غضب شعبي

لم يقتصر الغضب الشعبي من تفويت وتنزيل صفقة "الباركينات" وغلاء سعر الركن بمواقف السيارات وتوزيعها وامتدادها للأحياء، على تنظيم أشكال احتجاجية أمام الجماعة ومواقع مختلفة، وإشعال شموع الاستياء بساحة فلورانسا. واحتد التدافع الشعبي والسياسي بشكل غير مسبوق.

استنزاف الجيوب والتأثير على المعيش اليومي للحراس أكبر المتضررين من الصفقة، نقط حركت أحزابا ونقابات وجمعيات قادت احتجاجات امتدت لشبكات التواصل الاجتماعي، قبل تدويل هذا الغضب بإصدار بيان بلغات مختلفة، تعريفا بالقضية وطمعا في حشد دعم دولي.

"بويكوط فاس باركينغ" مجموعة فيسبوكية تصدرت "النضال" الافتراضي الموازي للاحتجاج الميداني لتكوين قوة ضغط إضافية موازية للاحتجاج على "بيع الشوارع" بتعبير هذه المجموعة التي تتبرأ من أي نزوع انتخابي قد يحركها، والداعية لحوار عاقل بدون "ذكاء الخشب وفطنة تخراج العينين".

اصطفاف حزبي

أحزاب فيدرالية اليسار والاستقلال والأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار اصطفت علنا مع الغضب الجماهيري من الصفقة، بعضها أصدر بيانات استنكرت استنزاف جيوب المواطنين وضرب القوت اليومي لحراس يؤدون ثمن جشع شركات سابقة وغموض صفقة مررتها الجماعة الترابية.

أغلبية العدالة والتنمية بالمجلس، متحمسة للصفقة والشركة المدبرة لنحو 13 ألف موقف سيارات بالمدينة، بل مدافعة عنها لحد "الشراسة" بحجية القطع مع الفوضى وتحسين الخدمات وتنظيم السير وضبط قيمة الخدمة، "أحلام" مشروعة قد تخفي ما ترتاب فعاليات من حدوثه.

"تدبير القطاع بشكل عادل وفعال اقتصاديا ومستدام" هدف تتقاطع في طلبه الجماعة والغاضبون من صفقتها المراهن عليها لتنظيم قطاع كان إلى حين "ريعا" لبعض ذوي السوابق. لكن ليس باستنزاف الجيوب بتسعيرة مكلفة مغضوب من قيمتها واقعا وافتراضيا.

آخر الأخبار