تبون يبيع الوهم للجزائريين ويضحي بـ"أكباش الفداء" للالتفاف على الحراك

الكاتب : الجريدة24

19 فبراير 2021 - 11:00
الخط :

 هشام رماح

لفح صهد الحراك الجزائري رموز النظام وجعل عبد المجيد تبون، رئيس البلاد يخاطب الشعب في الجاروة الشرقية محاولا، قبل نزوله إلى الشارع، نزع فتيل الغضب الذي يعتمل في النفوس تحت أقدام العسكر في بلد رمى به الجنرالات في الدرك الأسفل للدول.

وفي محاولة سافرة للالتفاف عن مطالب حرائر وأحرار الجزائر في التأسيس لدولة مدنية وتنحية الجنرالات الهرمة التي ترضع بلا توقف ضرع الجزائر وجففته من خيراته، فإن عبد المجيد تبون حاول التهدئة بإجراءات منذورة بإبقاء الوضع على ما هو عليه بعدما جرت التضحية بأكباش فداء من البرلمانيين والدعوة لانتخابات تشريعية جديدة.

خرجة عبد المجيد تبون، التي تذكر بآخر كلمة ألقاها حسني مبارك الرئيس المصري المنزوع بثورة الفل، جاءت مرتبكة وقد خاض الرجل في أمور داخلية للبلاد تهمه وتهم العباد هناك، قبل أن يعاود من جديد الحديث عن المغرب الذي يركز مع الجنرالات عليه أكثر من التركيز على تحقيق رفاه الجزائريين.

وتغاضى الرئيس الجزائري عن المطالب الحقيقية للشعب الجزائري التي تتمثل في تنحي العسكر وإفلات قبضته على خيرات البلاد التي أصبحت أكثر عوزا بعدما كانت ثرية بين نظرائها، وقد جعلها الجنرالات تتسول اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" الذي جر سحَّاب سروال البلاد وأسقطه ليعرى الجميع عورة نظام "مثقوب".

ولأن عقدة المغرب أكثر جد مشتبكة، فإن عبد المجيد تبون، قام بتعويم السمكة في خطابه الموجه للشعب الجزائري، بعدما انبرى يصرف الأكاذيب عليه يمنة ويسرة ومن فوق وتحت حينما أعلن عن حصول اتفاق بين بلاده مع روسيا لتصنيع اللقاح المضاد لفيروس "كورونا" محليا والتصدير إلى إفريقيا!!!

"المية تكذب الغطاس" كما يقول المصريون ومن يكذب مرة يكذب مرارا كما يعلم الجميع، وهذا ما جنح إليه عبد المجيد تبون، الذي لم يستطع والنظام المتحكم فيه تلقيح الجزائريين فكيف أن يصنع اللقاح ويصدره إلى إفريقيا؟

الأرقام مضبوطة كما ييضعها موقع "Covidvax.live" أمام ناظري العالم، وفيها يجد الجميع أنه بالكاد بلغ عدد الملقحين في الجزائر 611 شخصا بينما جيرانهم المغاربة تجاوزوا 2 مليونان و300 ألف ملقح.. الفارق كبير.. وبيع الوهم لحرائر وأحرار الجزائر.. أنكى وأشد إيلاما من جائحة "كورونا".

كذلك، استبدت الحمية بعبد المجيد تبون، الرئيس المعتل الذي عاد من ألمانيا حيث لم يجد من يعالجه في بلاده، واستشعر "وصاية" وهمية من بلاده على بعض الأمور الإقليمية وراح يفرد مواقف بلاده إزاء بعضها مثل ليبيا وقضية الصحراء المغربية التي وصفها بـ"آخر مستعمرة" في إفريقيا، وبأن القضية قضية مبدأ ويا للعجب.

ويبدو أن غيرة وغل النظام الجزائر الذي يشحن نفس الرئيس المعتل جعلت له عينان إحداهما عسل وآخرى علقم، وقد أسقط من وارد كلامه مدينتا سبتة ومليلية المحتلتان من قبل إسبانيا على أرض إفريقية، مقدما الأشياء بغير مسمياتها لا لشيء سوى لأن الأمر يتعلق بوحدة بلد "لدود" ترتكز عقيدة النظام الجزائري على استعدائه.

والأحرى بالنظام الجزائري أن ينصرف للتصالح مع الشعب في الجارة الشرقية، وإعادة ترتيب البيت الداخلي بدل الهروب من مشاكل الداخل نحو خلق أخرى في الخارج، ولا ضير ها هنا من الاستئناس بما قاله الملك الراحل الحسن الثاني وهو يشير بالبنان إلى أزلام العسكر "لا نريد للعالم أن يعترف بمغربية الصحراء، فنحن في صحرائنا..، بل إننا نريد من العالم أن يعرف طينة الجيران الذين حشرنا الله بجانبهم". وفي ذلك ما يستحق التأمل.

آخر الأخبار